استهل الدكتور سراج الدين الحلقة بالإشادة بإنجازات الشباب المصري وخاصة في مكتبة الإسكندرية، وسأل ضيفيه الشابين عن رؤيتهما للمستقبل، طالبًا منهما تعريفًا بحركة "خطوة لفوق"، التي كانا من مؤسسيها، فأوضحا أنهم مجموعة من الشباب النشطاء في مجال العمل المدني بالإسكندرية، الذين حضروا نماذج محاكاة في مكتبة الإسكندرية، والتي يتم فيها وضع الشباب في موقف متخذي القرار على مستويات مختلفة مثل: جامعة الدول العربية أو الاتحاد الأوروبي، ليتم تدريبهم على مواجهة مواقف مختلفة وتوسيع نطاق رؤيتهم. ثم قرروا ترك بصمة مميزة من خلال تكوين مبادرة اجتماعية شبابية، قائمة على "فكرتهم" دون مقر ولا حساب بنكي. وبدأت مؤسسات ثقافية كمكتبة الإسكندرية تتبناهم.

وعن التطور الإلكتروني وتطور أنماط القراءة والتواصل، قال الضيفان بأن الإنترنت الآن أصبحت "نمط حياة" لأن الشباب أصبحوا متصلين بها بشكل يومي تقريبًا من خلال الأجهزة الحديثة كالآي فون. وكذلك الأمر في البحث العلمي لأن الكتب والأبحاث أصبحت متوفرة على مواقع الإنترنت، ويتم الرجوع إليها وفقًا لضوابط تنظمها منظمات طلابية بعد دفع اشتراك سنوي، حفاظًا على حقوق الملكية الفكرية، وأصبح الرجوع لمراجع إلكترونية أكثر وأهم من المراجع الورقية.

وعلى مستوى التطور التكنولوجي، قال عمرو إسماعيل إنه غيّر شكل الحياة الحديثة وأدى لطفرة اجتماعية وسياسية واقتصاية، ضاربًا المثل بالفيس بوك وتغييره الكامل لشكل المجتمع المصري، وخاصة من الناحية السياسية. وهنا تحدث الدكتور سراج الدين عن أثر الفيس بوك عالميًّا، ثم عرض فكرة الويكيبيديا التي كتبها -على مدى خمس سنوات- مائة ألف شخص لا يعرفون بعضهم البعض، فأنتجوا أكبر موسوعة في العالم.

وهذا أدى لتساؤل حول العلاقة بين التواصل الاجتماعي ممثلاً في الفيس بوك والتواصل المعلوماتي على الإنترنت مثل الويكيبيديا، فقال أحمد الشيخة بأن ذلك التواصل يقوي أهمية التواصل البشري ويضعف أهمية الموقع الجغرافي، لأن الشباب أصبحوا يتواصلون وهم في أماكن بعيدة جغرافيًّا من خلال الإنترنت.

وتطرق عمرو إسماعيل لفكرة المواطن العالمي الذي أصبحت همومه عالمية، مثل الاحتباس الحراري والفقر، وقد سهّل الفيس بوك إمكانية تواصل المهتمين بكل قضية وتشبيكهم معًا، وذكر أحمد الشيخة أهمية الاستفادة -عن طريق الإنترنت- من التجارب العالمية في حل مشكلات كبرى كالبطالة، مع مراعاة ظروف المجتمع المصري وطبيعته الخاصة.