جورج صليبة
أستاذ العلوم العربية والإسلامية بجامعة كولومبيا، نيويورك
السيرة الذاتية:
كان جورج صليبة أحد الباحثين المتميزين بمركز كلادج بمكتبة الكونجرس في 2005-2006، وأستاذًا زائرًا في عدة جامعات بالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والشرق الأوسط. كما ألقى محاضرات في أكثر من مائة مؤتمر دولي وعدة أماكن في أربع قارات. قام جورج صليبة بنشر أكثر من ثمانية كتب وقرابة المائتان مقالة تناولت العلوم والتكنولوجيا العربية والإسلامية وعلاقتها بعصر النهضة الأوروبية. وتتضمن أعماله الأخيرة "العلوم الإسلامية وخلق عصر النهضة الأوروبية" (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، 2007)؛ "تاريخ الفلك العربي: نظريات الكواكب خلال العصر الذهبي للإسلام" (جامعة نيويورك، 1995)؛ "إعادة النظر في جذور العلم الحديث: المخطوطات العربية في المكتبات الأوروبية" (جامعة جورج تاون، 1999)؛ "الفلك اليوناني والتقاليد العربية في العصور الوسطى" (جريدة أميريكان ساينتيست، 2002)؛ "الإسلام والعلم الحديث: دروس من الماضي" (جريدة أكسجين: العلم للجميع، إبريل 2008).
ملخص ورقة البحث:
سوف تركز تلك المحاضرة التي تُلقى تحت عنوان "علم الفلك العربي/الإسلامي في سياق ثقافي وأوروبي" على الدور الذي لعبته التقاليد الفلكية العربية/الإسلامية في نقد التقاليد اليونانية القديمة، ليس لكونها يونانية ولكن لاتضاح أنها قد انتهكت المبادئ العلمية التي ادعت تلك التقاليد أنها قد استندت إليها منذ البداية. وبطريقة منهجية وشاملة، تم إخضاع كل العوامل التي قامت على أساسها التقاليد الفلكية اليونانية تقريبًا لتمحيص دقيق للغاية. وسواءً كان ميل دائرة البروج، أو وضع الأوج الشمسي، أو معدل المبادرة، أو انحراف الطاقة الشمسية، أو معادلة الطاقة الشمسية، أو حركات الكواكب الأكثر تعقيدًا، فقد تم اكتشاف أن كل تلك المفاهيم الأساسية لم يتم شرحها بوضوح في التقليد اليوناني القديم. كما اشتملت المقالة النقدية على جميع المناهج والأدوات بالإضافة إلى طرق استخدامها في التقليد اليوناني لتحديد معاييره الفلكية الأساسية.
ومع مرور الوقت، حيث زاد التعمُّق في المقالة النقدية، بدأ الشعور بالتمرد في الظهور، وتم اتِّباع عملية بحث جدي لإيجاد علم الفلك يمكنه أن يحل محل الفلك اليوناني. وبحلول القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي)، بدأ علماء الفلك الذين شاركوا في هذا المشروع في إنتاج بديلاً تلو الآخر، واستمروا في ذلك خلال القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) مما يمكننا الآن توثيقه بالكامل. ومن زاوية نظرية بحتة، سوف توضح تلك المحاضرة أن أفضل الأعمال الفلكية التي تم إنتاجها حصريًّا باللغة العربية كانت في الواقع هي أفضل الأعمال الفلكية وأكثرها تطورًا من أي وقت مضى في الثقافة الإسلامية، وذلك خلال فترة وصفها معظم الناس بالتقهقر في الثقافة الإسلامية.
وسوف تقدم المحاضرة الحجة المضادة مع دليل واضح ووافٍ على حقيقة أن التقاليد الفلكية الإسلامية كانت معظمها نتيجة لحركة تمرد ضد التقليد اليوناني أكثر منها حفاظًا عليه كما هو شائع، مما نتج عنه الأساس الرياضي النظري الذي قام عليه علم الفلك الأوروبي في عصر النهضة في النهاية. وبالإشارة إلى المخطوطات العربية واللاتينية، سوف تقوم المحاضرة أيضًا بتوضيح الأسلوب المعقَّد الذي اتبعه علماء الفلك في عصر النهضة الأوروبية للتعامل مع النتائج الرياضية والفلكية التي تم وضعها في البداية في إطار الثقافة الإسلامية حتى يتمكنوا من تضمين تلك النتائج في أعمالهم اللاتينية الخاصة، وبالتالي وضع الأساس لما سمي في وقت لاحق بظهور علم الفلك الحديث.
وعلى المستوى الثقافي، فإن محاضرة سوف تقدم شرحًا للطابع العالمي للتقليد الفلكي الإسلامي، حيث انتقل بحرية من نقد ثقافي مبكِّر للتقاليد الفارسية والسنسكريتية واليونانية القديمة، إلى مشاركة علمية بنَّاءة مع علم الفلك الناشئ في عصر النهضة الأوروبية.
الحضور: مؤكد