الكتاب هو الجزء الأول من سلسلة تتناول بالتحليل الأفكار الفلسفية لعدد من أعلام مدرسة الإسكندرية المتأخرة وأثرهم في الفلسفة الإسلامية. ويدرس الكتاب فلسفة "أمونيوس بن هرمياس" مؤسس الدرس الفلسفي في مدرسة الإسكندرية في القرن الخامس الميلادي، ويحاول المؤلف بيان أثره في فلسفة المعلم الثاني أبي نصر الفارابي. وسوف يليه عددٌ آخر هم على الترتيب: "سمبليكيوس" شارح أرسطو الأهم في هذه الفترة وتلميذ أمونيوس النجيب، وبعده "أولمبيودوروس الصغير" رئيس المدرسة السكندرية، ومن ثم الدمشقي آخر الأفلاطونيين المحدثين؛ ليختم المؤلف عمله الشاق بستيفانوس السكندرى المحاضر. ويتناول الكتاب في بابه حياة أمونيوس وعصره والظروف السياسية التي نشأت فيها فلسفته، والتي تعدت كونه مجرد شارح للفكر الأرسطي، وكيف وفَّق ابن هرمياس بين رأي قطبي الفلسفة الكلاسيكية أرسطو وأفلاطون؛ وهو النهج الفلسفي الذي سيتبعه فيما بعد الفيلسوفُ المسلم أبو نصر الفارابي. ويعرض الكتاب في بابه الثاني بالتفصيل لفلسفة أمونيوس مدققًا في كل جوانب فِكره من منطق، وإلهيات وطبيعيات. ثم يختتم أخيرًا بالباب الثالث الذي يتناول تأثير أمونيوس في فلسفة الفارابي، وكيفية انتقال الفلسفة اليونانية الكلاسيكية إلى بلاد الإسلام، وكيف حافظ المسلمون على هذه الفلسفة وقاموا بإثرائها بأفكار جديدة متعاملين معها بأفق أرحب مما تعامل به أتباع الديانات الأخرى الذين خلعوا عليها عباءة الوثنية بلا تمحيص ولا تدقيق في بُنيتها شديدة الخصوصية.
وكانت الاحتفالية في يوم 21 فبراير سنة 2016.