نظم مركز دراسات الكتابات والخطوط بالتعاون مع مركز المخطوطات التابعان للقطاع الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "الحرف العربي في كتابات ومخطوطات اللغات الإفريقية"، وذلك يوم الاثنين الموافق 11 مايو 2015م يلقيها الأستاذ الدكتور حلمي شعراوي نائب رئيس مركز البحوث العربية والإفريقية بالقاهرة.
ولقد ذكر الدكتور عصام السعيد، مدير مركز دراسات الكتابات والخطوط، أن تلك المحاضرة تهدف إلى إلقاء الضوء على أهمية المخطوط الإفريقي وكتاباته الذى يبقى ملموساً بين يدى الأجيال المتعاقبة، ويسجل لهذه الأجيال تراثها بالحرف المكتوب، سواء كان الحرف من إنتاجها المباشر أو بالاستعارة خلال الاختلاط بثقافات أخرى ومن أهمها الحرف العربي. كما تسعى لتأكيد ما ينكره الغرب من قيمة المخطوطات الإفريقية المدونة بالحرف العربي (العجمي) التي تعبر عن اختلاط اجتماعي وثقافي مع مركب الثقافة الإفريقية العربية في ممالك وإمبراطوريات القارة الإفريقية الواسعة. وتشهد أكثر من عشرين لغة إفريقية بهذا التراث المشترك الناتج من معارف مشتركة، إفريقية عربية، وهو ما أطلق عليه بعض الباحثين الأفارقة والعرب قديًما "تراث الحرف العربي أي العجمي".
وقد أشار الدكتور مدحت عيسى، مدير مركز المخطوطات، إلى أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأليكسو)، وكذا المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الأسيسكو) قد لعبتا دورًا رئيسيًا لإبراز قيمة اللغات الإفريقية المكتوبة بالحرف العربي. كما عنى بهذه القضية المعهد الثقافي الإفريقي العربي في باماكو مستفيدًا من جهدٍ بحثيٍّ تعاون فيه الدكتور حلمي شعراوي مع عدد من الباحثين الإفريقيين أثمر ظهور الجزء الأول من كتاب "تراث مخطوطات اللغات الإفريقية بالحرف العربي" الذي صدر في عام 2005، والمعهد بصدد طباعة الجزء الثاني، ليقدما معًا مخطوطات ست عشرة لغة إفريقية كتبت منذ قرون بالحرف العربي ومنها السواحلية، الهوسا والأمازيغية وغيرها. وقد أفادت تلك المؤسسات إلى جانب جهود الباحثين في الدفع ببعض الدول الإفريقية لكتابة بعضٍ من لغاتها الوطنية أو الرسمية بالحرف العربي، مما يثير جدلاً واسعًا في القارة يثرى الثقافة العربية الإفريقية، وتفاعلاتها بالتأكيد.