المقالات

لمحة عامة عن لقاحي سينوفارم وفايزر بيونتيك

شارك

حمي وطيس فيروس كورونا (كوفيد-19) لعام كامل دون رادع؛ إذ تجاوز عدد الحالات المسجلة حتى وقت كتابة هذا المقال 78.000.000 حالة بجميع أنحاء العالم، وأكثر من 1.700.000 شخص للأسف فقدوا حياتهم. وبعد عام جنوني حافل، ولحسن الحظ، لاح في الأفق بصيص أمل، فتوصلنا إلى عدد من اللقاحات لفيروس كورونا، وأنا على يقين أنك قد سمعت عن بعضها بالفعل، مثل لقاحات فايزر بيونتيك، ومودرنا، وأكسفورد–أسترازينيكا، وسينوفارم.

وعملية تطوير اللقاحات عملية معقدة، ولكن مع وجود ضرورة ملحة تكتنف الوضع، عُجلت هذه العملية للغاية، وصار لدينا الآن عدد من اللقاحات. ونظرًا لاستخدام تقنيات عديدة في تطوير اللقاحات، ولعدم التوسع أكثر في الموضوع، سوف نلتزم في هذا المقال بعرض لقاحين فقط، وهما لقاحي فايزر بيونتيك وسينوفارم. يتبع لقاح سينوفارم العملية التقليدية في تطوير اللقاحات؛ إذ طُوِّر باستخدام الأسلوب المتبع والمختبر اعتمادًا على فيروسات مُثبطة. ومن ناحية أخرى، تستخدم شركة فايزر بيونتيك تقنية جديدة تعتمد على الحمض النووي الريبي المرسل معروفة باسمmessenger RNA أو mRNA. والآن، لنرَ كيف يعمل كلا اللقاحين.

تنقسم اللقاحات التقليدية إلى فئتين: إما لقاحات تحتوي على فيروسات حية مُضعفة وإما لقاحات تحتوي على فيروسات مُثبطة. تستخدم اللقاحات الحية المُضعفة فيروسات قادرة على الحياة، ولكنها معدلة في المختبر؛ ففي حين أنه ما زال بإمكان الفيروس التكاثر، فقد ولد مناعة نتيجة هذه التعديلات. وتستخدم اللقاحات المُثبطة، مثل لقاح سينوفارم، نسخة معطلة من الفيروس أو الجراثيم. ونظرًا لأن الفيروس غير نشط، يمكن حقنه دون أن يتسبب في المرض. ويلزم تلقي عدد من الجرعات عادة كي تصبح هذه اللقاحات المعطلة فعالة؛ ولذلك يلزم تلقي جرعتين من لقاح سينوفارم. يُخزن اللقاح في درجة حرارة الثلاجة التي تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية. ومن أكثر اللقاحات المُثبطة المستخدمة في الوقت الحاضر لقاحات التهاب الكبد A، والإنفلونزا، وشلل الأطفال، وداء الكلب.

على صعيد آخر، صار لقاح فايزر لكوفيد-19 لقاحًا شائعًا آخر. لا يحتوى هذا اللقاح على أي فيروس مطلقًا، وإنما استخدم العلماء التسلسل الجيني للفيروس فقط. استخدم الباحثون للقاح فيروس كورونا قطعة من الزوائد البروتينية الشوكية التي هي بنية سطح الفيروس نفسه. ويُعد الحمض النووي الريبي المرسل mRNA جزءًا من الشفرة الجينية؛ إذ تتمكن خلايا جسم الإنسان من قراءة هذا الرمز الجيني واستخدامه في إنتاج البروتين. فيعطي mRNA تعليمات للخلايا لتكوين البروتين الشوكي ثم يدرك الجهاز المناعي أن هذا البروتين المرتفع لا ينتمي إلى الجسم ويبدأ في مهاجمته. فيتذكر جهاز المناعة هذه المواجهة، ومن ثم يهاجم فيروس كورونا فعليًّا في حالة العدوى.

ويُعد mRNA هشًا للغاية، إلى درجة أنه يوضع داخل جزيئات النانو الدهنية، وهي طبقة تذوب بسهولة في درجة حرارة الغرفة. ولهذا السبب، يجب حفظ لقاح فايزر في درجات حرارة شديدة البرودة (-70 درجة مئوية)، ومن ثم، يجب تخزينه ونقله في معدات خاصة. إن تكنولوجيا لقاحات mRNA واعدة، وقد يحمينا لقاح واحد من أمراض مختلفة في المستقبل.

فقد ساعدتنا اللقاحات على مرِّ السنين على البقاء أحياءً والقضاء على أمراض خطيرة. وفي حين يواصل فيروس كورونا زهق الأرواح، تظل اللقاحات أملنا الوحيد لانتهاء الجائحة وعودة الحياة إلى طبيعتها. ابقَ في أمان... ابقَ مطعمًا!

 

المراجع
cdc.gov
edition.cnn.com
edition.cnn.com

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية