الدكتور أحمد عكاشة يناقش الأوجه الثقافية للصدمات النفسية عند الأطفال
تاريخ النشر
الإسكندرية—
استمرت يوم السبت الموافق الثاني عشر من مايو فعاليات مؤتمر "الصدمات النفسية لدى الأطفال والمراهقين والمجتمع" بمحاضرتين ألقاهما الدكتور أحمد عكاشة والدكتور جيمز لاكمان بمكتبة الإسكندرية. ينظم المؤتمر معهد دراسات السلام بمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع جمعية الصحة النفسية لوقاية الطفل بمصر ومنظمة الصحة العالمية.
وقد ناقش الدكتور أحمد عكاشة في محاضرة بعنوان "الأوجه الثقافية للصدمات النفسية عند الأطفال" كيفية الاكتشاف المبكر والتدخل العلاجي في الحالات النفسية للطفل سواء من أمراض نفسية، واضطرابات سلوكية، وصعوبة في التعلم، وكيفية علاج الأمراض السلوكية والنفسية للطفل.
وقد تحدث الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي عن تجربته من خلال العمل بالبرنامج الرئاسي للصحة النفسية للطفل على مستوى العالم، وهو مشروع مقام بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والجمعية العالمية لطب نفس الأطفال والمراهقين. يهدف البرنامج إلى زيادة الوعي بالصحة النفسية للطفل، حيث ثبت أن الآباء والأمهات والمدرسين ورجال الإعلام وأطباء الأطفال والأطباء النفسيين لا يدركون حجم المشكلة، ألا وهي أن 20 % من أطفال العالم والمراهقين يعانون من أمراض نفسية، و 3 إلى 4 % يعانون من أمراض خطيرة تحتاج إلى العلاج الفوري والتدخل المباشر، علماً بأن نصف سكان العالم من الأطفال والمراهقين.
كما قام عكاشة بشرح ما يسمى باضطراب "كرب ما بعد الصدمة" وتبلغ نسبته حوالي 8 % من مجموع أي شعب، منهم 60 إلى 80 % من الأطفال، خاصة ممن يتعرضون للضرب وللقسوة والتحرش الجنسي سواء من الأب أو الأم أو في المدرسة.
وقد أشار دكتور عكاشة أنه تم بالفعل القيام بعدة دراسات في فلسطين وفي لبنان بعد قانا ولكن لم تسمح ظروف الحرب بعمل دراسات وبحوث علمية في العراق حتى الآن، فقد نزح من العراق 2 مليون ونصف، ثلثيهما من الأطفال والمراهقين. ومن الغريب أن 91% من الدبلوماسيين والجنود الأمريكيين العائدون من حرب الخليج يعالجون من اضطراب الكرب ما بعد الصدمة وأن أعداد مهولة من العائدين من العراق يعانون أيضاً من آثار هذا المرض.
وأضاف أنه عند القيام بدراسة في القاهرة والإسكندرية عن التسرب التعليمي وأطفال الشوارع وعدم ترابط الأسرة، ظهر أن 36 % من أطفال الشوارع كان السبب في هروبهم إلى الشارع هو التفكك الأسري حيث أنه يعد من الأسباب الرئيسية لإدمان 60 % من الأطفال.
وقد بدأ الدكتور جيمز لاكمان من الولايات المتحدة الأمريكية محاضرته متحدثاً عن تأثير الصدمات على التفاعل النفسي الداخلي، مشيراً إلى أهمية التحكم في الإشارات المخية التي تحدث عندما يبدأ أحد بالهجوم علينا. وقد أشار إلى أن الدين الإسلامي أكد في العديد من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية على ضرورة مواجهة الإساءة بالحسنى والتعامل بالتي هي أحسن، واستشهد بعدد من الآيات والأحاديث، كما عرض لبعض المقولات البوذية التي تحث على ذلك.
هذا وقد عقد على هامش المؤتمر ورشتا عمل، كانت الأولى حول "تأثير وسائل الإعلام على معالجة وإدارة الصدمات النفسية لدى الأطفال والمراهقين والمجتمع"، شارك فيها حشد كبير من الإعلاميين المصريين والعرب. تهدف ورشة العمل لمناقشة دور الإعلام وأخلاقيات التعامل مع حوادث الصدمات، واستراتيجيات نشر الأخبار المتعلقة بالصدمات، وطرق توصيل الرسالة للمجتمع. وورشة عمل أخرى حول سياسات صانعي القرار في إدارة الصدمات النفسية على المستويات المختلفة.