مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي يوثق 550 مبني تاريخي بوسط القاهرة
تاريخ النشر
الإسكندرية—
أقام مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لمكتبة الإسكندرية، الاثنين الموافق 4 يونيو 2007، ندوة تحت عنوان "استخدام التقنيات الحديثة في الحفاظ على التراث وتوثيقه"، وذلك بمقر المركز بالقرية الذكية.
تحدثت خلالها الدكتورة ريم بهجت نائب مدير المركز، عن انجازات المركز من توثيق وتسجيل تراث مصر المعماري والتاريخي بمنطقة وسط القاهرة، حيث أعلنت انتهاء المركز من توثيق وتسجيل 550 مبنى تاريخي، جميعها يعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي.
وأضافت أن المرحلة الثانية من المشروع تشمل تسجيل وتوثيق المباني التاريخية بمنطقة مصر الجديدة شرق القاهرة سواء القائمة حالياً أو التي تم هدمها وذلك من خلال أرشيف شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، حيث يعمل فريق من الباحثين بالتعاون مع الشركة في عمل مسح ضوئي للخرائط.
وكان الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير المكتبة قد صرح بأن المشروع يهدف إلى توثيق التراث المعماري المهدد بالاندثار، باستخدام تقنيات الرقمنة، فيما يعد تجميعاً وتتويجاً لمحاولات متفرقة من العلماء الذين سبق لهم توثيق جانب أو آخر من عمارة القاهرة.
كما أشار الدكتور سراج الدين إلى أنه على الرغم من ثراء الدراسات التي أجريت عن القاهرة، فإن قلة منها فقط عنيت بتوثيق جانب أو آخر من تراث القاهرة المعماري وتاريخها خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، حيث وثق بعض الباحثين تاريخ أحياء بعينها ذات طابع خاص مثل المعادي وهليوبوليس وجاردن سيتي، بينما ركز أولئك الذين اهتموا بوسط المدينة غالباً على تطورات القرنين التاسع عشر والعشرين. وعلى الرغم من فائدة تلك الجهود، فإنها افتقدت التواصل والاستمرار، وقدمت دراسة واحدة توثيقاً منهجياً لمبان فردية، لكن ليس بالأسلوب الرقمي، وفوق هذا، فإنه من الصعب تصفح هذه الإصدارات.
ومن جانبه صرح الدكتور فتحي صالح، مدير مركز توثيق التراث، أن وسط القاهرة شهد على امتداد الفترة من عام 1860 إلى عام 1940، انتعاشة كبرى في حركة البناء تولد عنها ائتلاف معماري فريد بين النمط الأوروبي والتأثيرات المحلية والمادية، أما النتاج المعماري في تلك الحقبة فلن يكون له نظير أبداً، حيث فقد فن العمارة ما بعد عام 1940 كل حس نحو التفرد، إذ سيطر الأسلوب الدولي على الساحة المعمارية.
وأضاف أن خطوات المشروع تتلخص في إجراء مسح منظم لكل الأبنية التاريخية، وإعداد قاعدة بيانات عن كافة الأبنية، وتصوير كل مبنى بحالته الفعلية، وتقديم الصور القديمة والرسوم المعمارية لكل مبنى، كلما أمكن. فضلاً عن تقديم إرشادات لترميم مبنى بعينة أو بعض الأبنية، وتقديم إرشادات لتطوير أبنية مختارة، وتقديم جولة مقارنة تبين الحالة قبل الترميم و بعده.
كما أوضح الدكتور صالح إلى أن نظام التوثيق يقوم على نظام المعلومات الجغرافي (GIS) الذي يمكن المستخدم من تصفح قاعدة البيانات ومشاهدة وطبع المعلومات المفيدة، وتحديد مواقع أبنية تاريخية على خريطة للقاهرة، ويعتمد النظام أيضا على التوثيق البصري، والمحاكاة والوسائط المتعددة.