الأمير الحسن بن طلال في محاضرة بمكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر
الإسكندرية—
استقبلت مكتبة الإسكندرية يوم الأربعاء الموافق 5 سبتمبر2007، ضيفها الكريم صاحب السمو الأمير الحسن بن طلال والذي ألقى محاضرة بعنوان "العرب والعالم .. رؤية مستقبلية" وسط حضور إعلامي ودبلوماسي وثقافي كبير.
قام الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية بالترحيب بضيفه الكريم مؤكداً فخر المكتبة بحضور سمو الأمير الحسن بن طلال والقائه محاضرة على جمهورها، مضيفاً بأن سموه كان دائما يتكلم بعقلانية مبنية على فهم عميق وسعة أفق.
بدأ الأمير الحسن المحاضرة بالإشارة إلى ضرورة الاستعانة بمنهجية في التفكير لحل قضايا العالم العربي، فالإرادة العربية الموحدة هي الفرصة الوحيدة التي يمكن أن تتيح للأغلبية المهمشة الخروج عن صمتها والتعبير عن إرادتها.
وأكد الأمير الحسن بن طلال رفضه لما يسمى بصراع الحضارات، مشيرا إلى أن هناك مبادرة تم تقديمها لبابا الفاتيكان ضمت العديد من رجال الدين الذين ينتمون إلى الأديان السماوية الثلاثة (اليهودية والمسيحية والإسلام) لاستخلاص القيم المشتركة بين الأديان الثلاثة وتعليمها للأطفال في المدارس، لكي ينشئوا في جوُ من الألفة والمحبة.
ولم يغفل الأمير الحسن ذكر النزاعات والحروب التي يعيشها عالمنا مشيرا بذلك إلى خطورة الوضع الذي تعيشه الدول العربية، فالمشكلات والنزاعات في المنطقة تؤدي بالضرورة إلى المرارة والحزن والغضب والرغبة في الانتقام، وكلها مشاعر تدخل في حزمة ما يسمى بثقافة الألم التي يبدو أنها خيمت على الفكر العربي.
ولم يخف سمو الأمير قلقه من المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون والعراقيون والسودانيون في دارفور وغيرهم، مشيرا إلى أن 80% من أطفال فلسطين يعانون من الاكتئاب، كما أن هناك ما يزيد عن المليوني نازح عراقي داخل بلاده والكثير غيرهم في الأردن وسوريا وباقي الدول، بالإضافة إلى حركة التهجير الكبيرة التي شهدها لبنان إثر العدوان الإسرائيلي العام الماضي.
وشدد الأمير الحسن بن طلال على أهمية التنسيق والعمل العربي المشترك، مرجعاً عجز المؤسسات في المنطقة إلى السياسات أحادية الجانب التي تتبعها، إلى جانب الفساد المستشري وفقدان الشعور بالصالح العام، ملفتا الأنظار إلى أنه إذا لم يتم خلق مليون فرصة عمل بحلول عام 2011، فإننا بذلك نكون قد سلمنا أنفسنا لأباطرة الحروب وتجار المخدرات.
واختتم سمو الأمير محاضرته بأن المعضلة في إدارة المستقبل العربي تكمن في ضرورة بلورة مشروع جديد للتفاهم أساسه المواطنة الفاعلة وبرامج التنمية المستدامة.