ختام المؤتمر الدولي حول تغير المناخ بمكتبة الإسكندرية
مصر من أكثر دول العالم تأثراً بظاهرة التغيرات المناخية

تاريخ النشر

الإسكندرية— اختتمت بمكتبة الإسكندرية اليوم الثلاثاء الموافق 13 مايو 2008، فعاليات المؤتمر الدولي لتقييم تغير المناخ والتنمية، والذي عقد في الفترة من 10 إلى 13 مايو 2008، برعاية السيدة الفاضلة سوزان مبارك، رئيس مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، وبمشاركة حوالي 250 شخصاً من نخبة المسئولين والشخصيات العامة والعلماء المهتمين والمشتغلين في هذا المجال، من مصر ودول العالم.

بدأت فعاليات اليوم الختامي، والذي خصص بكامله للتفاعل بين الخبراء من جانب والجمهور ووسائل الإعلام من جانب آخر، بعرض فيلم الحقيقة المزعجة لنائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور، والذي حصل من خلاله على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع مؤسسة IPCC المعنية بمشكلة التغيرات المناخية.

عقب ذلك، تم عقد جلسة للجمهور ضمت عدداً من الخبراء المشاركين في المؤتمر، وهم: الدكتور مصطفى كمال طلبة، المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والدكتورة فاطمة دانتون، من مؤسسة IPCC، والدكتور مايكل تشيرنيا، كبير مستشاري البنك الدولي في مجال السياسات الاجتماعية والسوسيولوجية، والدكتورة هولي دابلن، رئيس اللجنة المعنية بالمخلوقات المهددة بالانقراض، وأخيراً الدكتور روب فان دون بيرج، رئيس اللجنة التوجيهية الدولية لمرفق البيئة العالمي GEF.

أجمل الدكتور بيرج أهم النقاط التي توصل إليها المشاركون في المؤتمر حول تقييم ما تم القيام به دولياً فيما يتعلق بقضية التغيرات المناخية. في حين أكد الدكتور طلبة أن مصر مهتمة بتلك القضية، نظراً لكونها تقع ضمن الدول الأكثر تضرراً في العالم من ظاهرة التغيرات المناخية رغم أنها من البلدان الأقل إضافة للانبعاثات الحرارية.

وأضاف الدكتور مصطفى طلبة أن الدول النامية، وهي المتضرر الأكبر من التغيرات المناخية، لا توجد لديها الإمكانات للتكيف مع النتائج السلبية لتلك الظاهرة ومحاولة التغلب على آثارها، بعكس الدول المتقدمة، وبالتالي تقع على الدول الغنية مسئولية مساعدة الدول الأقل نمواً تكنولوجيًا وماديًا في هذا الإطار.

ولفت سيادته إلى أن مصر بدأت تعاني من عدة مشكلات بسبب الاحتباس الحراري، منها: ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يهدد بغرق مساحات كبيرة من السواحل الشمالية للبلاد وما يترتب على ذلك من مشكلات إنسانية واقتصادية جمة، إلى جانب تدهور التربة والتنمية الزراعية ونقص الموارد المائية، واحتمال إصابة البلاد ببعض الأمراض التي كان قد تم القضاء عليها فيما مضى كالملاريا.

واقترح الدكتور مصطفى طلبة إقامة مركز افتراضي، تستضيفه مكتبة الإسكندرية أو مركز دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء، للإمكانات المتوفرة بكليهما، بحيث يضم عدداً من العلماء والباحثين للعمل على جمع البيانات والإحصاءات حول ظاهرة التغيرات المناخية ودراسة تأثيراتها السلبية على مصر، وتزويد صناع القرار بما يتم التوصل إليه.

وفي ذات السياق، شددت الدكتورة فاطمة دانتون على أن المعركة في سبيل تقليل الانبعاثات الحرارية ليست بالعلم والعلماء وحدهم، بل يجب أيضا إشراك المجتمع المدني والإعلام وصناع القرار والجمهور في تلك الجهود، منوهة إلى أن فيلم آل جور خير مثال على ذلك، إذ استطاع إثارة تلك القضية على نطاق واسع للغاية. وفي هذا الإطار، اقترح أحد الحضور عمل فيلم عربي مشابه لذلك الذي أنتجه آل جور، كي ينقل تلك القضية إلى العالم العربي ويتم توعية الجمهور بها.

واتفق الحاضرون في ختام المؤتمر الدولي لتقييم تغير المناخ والتنمية على أهمية توحيد الجهود العالمية في سبيل مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية، مشيرين إلى أن نتائجها السلبية الخطيرة تمس البشرية جمعاء.


شارك

© مكتبة الإسكندرية