العالم الأمريكي هوفمان يضاهي العلوم بالفنون في ندوة بمكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر
الإسكندرية—
شهدت مكتبة الإسكندرية، يوم الاثنين الموافق 19 مارس 2007، واحدة من أروع الندوات وأكثرها تميزاً، والتي جاءت تحت عنوان " ثقافة واحدة: نقاط التشابة والاختلاف بين العلوم الفنون"، والتي أدراها الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، وألقاها البروفيسور الأمريكي رولد هوفمان، الحاصل علي جائزة نوبل في الكيمياء عام 1981 ، وهو شاعر وكاتب مسرحي معروف.
استهل هوفمان الندوة، بأن أعرب عن سعادته بتواجده في المكتبة كمكان يتطلع إلي المستقبل ويحمل ماضي عريق . وتحدث عن نقاط التشابه والاختلاف بين العلوم والفنون، مشيرا الى رأي سي بي سنو الذي قال فيه "أن هناك فجوة كبيرة بين العلماء والمهندسين من جانب وبين الفنانين والمختصين في الدراسات الإنسانية، وكان رأي كل جانب تجاه الآخر يحكمه الجهل وعدم التفهم وعدم القدرة علي التواصل بين الجانبين"، وهو الرأي الذي تبنته الأوساط الثقافية طوال حقبة كبيرة من الزمن.
ويرى هوفمان أن ما يوحد العلوم والفنون هو العقل الإنساني، فالعلوم والفنون كلها مصنوعة من قبل الإنسان غير طبيعية بالرغم من إن الانطباع السائد أن الأدب والفن شيء طبيعي، بينما العلوم تهتم أكثر بالأشياء الصناعية، وهو يري أن كلاهما يبتعد كثيراً عن الطبيعة.
ويشير هوفمان إلي أن الأشياء الآدمية الصنع تلقى الإعجاب إذا كانت مصنوعة بحرفية كبيرة وفي نفس الوقت محكمة الصنع، مضيفاً أن العلوم والفنون يعتمدان على التواصل وعلى فلسفة أو حس واحد وهو الرغبة في فهم العالم المحيط.
وتحدث عن الاعتقاد بمسألة الوحي عند العلماء والشعراء، فأخذ مثال للجدول الدوري للعناصر لـ "مندليف " وعرض المخطوطة الأصلية للجدول والتي تمتلئ بالتعديلات، دليلاً علي أن هذه الرائعة العلمية لم تهبط عليه فجأة من السماء. وفي المقابل عرض مخطوطة " قصيدة النمر"، للشاعر وليم بلاك والتي تبرهن على أن عملية الإبداع يتخللها بعض التنقيح والتعديل.
أما عن نقاط الاختلاف بين العلوم والفنون،أشار هوفمان أن العلوم تبحث عن شمولية المفاهيم على العكس من الدراسات الإنسانية التي تهتم بالإنسان على وجه التحديد. وأضاف أن الغموض شيئاًَ غير معترف به في العلوم، ولكنه يحمل قيمة كبيرة في الفنون، ففي القصيدة عندما تحمل الكلمة مرادفان ولها عشرات الكلمات التي تشابهها، فان ذلك يثري النص.