قراءة لأعمال شكسبير: الدورة الثالثة لمؤتمر شكسبير بمكتبة الإسكندرية

تاريخ النشر

الإسكندرية— نظمت مكتبة الإسكندرية، يوم الاثنين الموافق 30 إبريل 2007 ، مؤتمر شكسبير السنوي الثالث تحت عنوان "قراءة شكسبير". تضمن المؤتمر محاضرات لكل من الدكتورة آن تومسون، عميدة كلية العلوم الإنسانية بكلية كينجز بلندن، والمحرر المشارك في مسرحية هاملت نسخة " أردن شكسبير"، والدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتورة أميرة نويرة، أستاذ الأدب الإنجليزي، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، وبول سميث، مدير المركز البريطاني في القاهرة.

ركزت الدكتورة آن ثومسون في محاضرتها بعنوان "ما الحاجة إلى 3 نصوص لهاملت؟ رؤية محرر" على مشكلة تحرير أعمال شكسبير، وخصوصاً "هاملت" وضرورة دراسة النصوص الثلاثة للمسرحية وعدم التركيز على "النصوص المركبة" والتي تجعل من الصعب فهم ما يقصده شكسبير. تقدم نسخة أردن والتي شاركت الدكتورة ثومسون في تحريرها للقارئ النسخ الثلاث للمسرحية. أصدرت النسخ الثلاثة في الأعوام: 1603 (نسخة الكوارتو الأولى، والمعروفة "بالنسخة السيئة" والتي يعتقد العامة أنها منقولة أو منتحلة)، وفي 1604 (نسخة الكوارتو الثانية، وهي ضعف حجم النسخة الأولى وتعتبر أدق منها)، وفي 1623 (نسخة فوليو، نشرت بعد وفاة شكسبير بستة أعوام). وقد دفعت الاختلافات الجذرية في النسخ الثلاثة محررو النصوص المركبة إلى إضافة أو حذف مناجاة هاملت الأخيرة لنفسه والتي وردت في نسخة كوارتو الثانية. وعلى الرغم من أن شعبية "هاملت" كانت وراء نجاح هذه النسخة التي تتسم بالتقنية العالية، أضافت الدكتورة ثومسون أن هناك صعوبة في الوصول إلى هذا المستوى من الدعم عند إصدار أعمال شكسبير الدرامية والتي لا تتمتع بنفس شعبية هاملت مثل: "ترويلوس وكريسيدا".

في المحاضرة الثانية للدكتور إسماعيل سراج الدين، قارن سيادته بين الأنماط الخفية في البناء الدرامي لأعمال شكسبير وأنماط كاليدوسكوب وفراكتل الهندسية. كما قدم سيادته تحت عنوان "الذات المقسمة والصوت المضاد" تحليلاً للعنصرية في "تاجر البندقية"، مشيراً إلى الصوت المضاد خاصة في كلمة شايلوك الشهيرة والتي دافع فيها بشدة عن المساواة للجنس البشري. فقد نجح شكسبير في خلق نزاعات خفية ، وذلك في جمعه للصفات المتناقضة في الشخصية الواحدة، كتصويره لشخصية عطيل، الأجنبي، وهو في ذات القائد المدافع عن مدينة البندقية في مسرحية "عطيل". وعلى الرغم من أن الشائع أن المسرحية تدور أساساً حول "الغيرة"، إلا أن الدكتور سراج الدين قدم تحليلاً لمسرحية عطيل كمأساة اغتراب المهاجرين في محاولتهم للاندماج داخل المجتمع الأجنبي.

قدمت الدكتورة نويرة في محاضرتها بعنوان "من النصوص إلى الأفلام السينمائية: تمثيل شخصية هاملت على الشاشة" مقارنةً مطولة بين ثلاثة أعمال سينمائية لرائعة شكسبير(هاملت): الفيلم الذي أنتج في 1948 من إخراج وبطولة سير لورنس أوليفية، والفيلم إنتاج فرانكو زيفيرلي في 1990، والذي قام فيه ميل جبسون بدور البطولة، والفيلم إنتاج وإخراج وبطولة كنيث برانا في 1996 (مدة الفيلم أربع ساعات). قدمت الدكتورة نويرة دراسة مقارنة، ركزت فيها على أسلوب المخرج في معالجة النص. فقد اتجه كل من أوليفية وزيفرلي إلى تفسير فرويد للنص وركزا على العلاقة بين هاملت وأمه، مستبعدين السياق السياسي للعمل. وعلى صعيد آخر، قدم برانا معالجة سياسية للنص، حيث ركز على الجوانب السياسية لحياة هاملت وانتقال السلطة إلى فورتنبرا النرويجي، وهو الجانب الذي استبعد في الفيلمين الآخرين.

ناقش بول سميث في محاضرته بعنوان "الحقيقة في قراءة الأحداث في أعمال شكسبير المسرحية" العناصر التي في رأيه، تشكل الاختلافات الجذرية بين "الأدب" ودراما شكسبير. تحدث سميث عن "التجربة" كأساس للعمل الدرامي، مقارنةً "بالكلمات" في الأعمال الأدبية. تمثل الدراما نمطاً فريداً لكونها تماثل الإدراك من خلال تجربة بذاتها، بعيداً عن تأثير الذاكرة، أو التأمل، أو غيرها من العناصر التي قد تؤثر في استيعاب التجربة. قدم سميث قراءته لهاملت كمسرحية تشرح تقنيات الدراما واعتمادها على الصدفة والأحداث غير المتوقعة، مع إبراز فشل هاملت في التحكم في الأحداث.

يقام المؤتمر السنوي لشكسبير، والذي تنظمه الدكتورة عزة الخولي، أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة الإسكندرية، في إبريل احتفالاً بذكرى ميلاد الكاتب المسرحي الكبير. وقد حضر المؤتمر نخبة من طلبة شكسبير وأساتذة الأدب الإنجليزي.


شارك

© مكتبة الإسكندرية