عالم ليبي يبرهن على عروبة اللغة المصرية القديمة بمكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر
الإسكندرية—
نظم مركز الخطوط التابع لمكتبة الإسكندرية، ظهر يوم الأحد الموافق٢٠ مايو، ندوة بعنوان "البرهان على عربية اللغة المصرية القديمة" أدارها الدكتور أحمد الصاوي، الأستاذ بكلية الآثار بجامعة القاهرة، وتحدث فيها الدكتور على فهمي خشيم، رئيس مجمع اللغة العربية في ليبيا. دارت الندوة حول كتابه الجديد "البرهان في عروبة اللغة المصرية القديمة"، والذي يبلور ثمرة جهوده على مدار ١٥ عامًا لإثبات أن اللغة المصرية القديمة هي أحد اللغات المشتقة عن اللغة العربية التي كانت سائدة في المنطقة العربية، مثلها مثل اللغة الآرامية واللوبية القديمة.
في بداية الندوة أشار خشيم إلى الروابط التاريخية التي تربط مدينة الإسكندرية بليبيا، موضحاً أن المنهج الذي ينطلق منه هو أن هناك تراث واحد لأمتنا منذ قديم الأزل يجمعها لسان واحد أسماه "العروبية" في بلاد الرافدين وشبه الجزيرة والشام ووادي النيل والشمال الأفريقي، إذ لم تكن هناك اختلافات في اللغة وإنما في اللهجات والتي تقسمت إلى البابلية أو الكنعانية أو المصرية أو اللوبية أو العربية بفروعها. وقال إننا نشترك في لغة واحدة هي العربية، والتي جاءت نسبة إلى جزيرة العرب، ذات لهجات عراقية، خليجية، سودانية، تونسية، موريتانية، ولا عاقل يقول أن هذه اللهجة أو تلك تكون كياناً خاصاً أو قومية خاصة أو ما شئت من المزاعم.
ثم تطرق خشيم إلى كتابه الجديد الذي حاول من خلاله إزالة الغبار عن الصلة الوثيقة بين لسان أهل وادي النيل الأقدمين وبين اللسان العربي المبين. وقد أشار أن هناك مدرستان قامت بتفسير وتحليل اللغة المصرية القديمة وهي المدرسة الألمانية والمدرسة الفرنسية والإنجليزية. وقد أرادت هذه الأخيرة لإغراض استعمارية عزل مصر عن محيطها، فتوهموا أن الحضارة الفرعونية ازدهرت بمعزل عما حولها وتميزت عن غيرها. كما أوضح أن كل من قام حتى الآن بتحليل اللغة المصرية القديمة لم يكن يتقن اللغة العربية. وشدد الدكتور خشيم على ضرورة إتباع منهج عربي في عملية تحليل ودراسة الصلة الوثيقة بين حضارة وادي النيل العتيقة وما جاورها من شعوب وأقوام.
وسريعا قام الدكتور خشيم باستعراض بعض الكلمات المصرية القديمة وردها إلى أصولها العربية ككلمة "حورس" وهي محورة من كلمة "حور" العربية وهي تعني نوع نادر من الصقور يحلق عالياً ومنها اشتقت كلمة الحرية، وغيرها من الأسماء المصرية القديمة ك"رمسيس" و"نفرتيتي".
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور على فهمي خشيم ولد ببلدة مصراته بليبيا عام 1936م، وحصل على ليسانس آداب تخصص فلسفة بكلية الآداب، الجامعة الليبية ببنغازي 1962م. وحصل على درجة الماجستير في الفلسفة، كلية الآداب، جامعة عين شمس 1966م، وعلى الدكتوراه في الفلسفة، كلية الدراسات الشرقية جامعة درم ببريطانيا 1971م. ويشغل الدكتور خشيم منصب أمين عام (رئيس) مجمع اللغة العربية بليبيا من 1994م حتى اليوم، كما انتخب عضوًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 2003م.