إقامة محميات للغات التي تتعرض لخطر "الانقراض" في ندوة بمكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر
الإسكندرية—
نظّم منتدى الحوار التابع لمكتبة الإسكندرية مساء يوم السبت الموافق 8 سبتمبر 2007 ندوة بعنوان "ثقافة الإصلاح وإصلاح الثقافة"، تحدث فيها الدكتور جميل مطر رئيس المركز العربي لبحوث التنمية والمستقبل، وأدارها الدكتور جابر عصفور، في حين عقّب عليها السيد ياسين مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية والسفير عبد الرحمن موسى.
بدأ الدكتور مطر الندوة بالإشارة إلى إن الشخص ذا الثقافة الفردية منزوعة التراث والذي يعيش في عالم بلا هوية، ما هو إلا نموذج لإنسان العولمة، مضيفاً أنه بالرغم من عدم استسلام الثقافات المحلية للعولمة بسهولة، فإن اللغة -وهي وعاء الثقافة- أصبحت تمثل مشكلة عالمية، فالعالم يفقد إحدى اللغات كل أربعة عشر يوم وبالتالي يفقد معها ثقافة وحضارة إنسانية.
أوضح الدكتور جميل مطر أن هناك مجموعة من العوامل التي قد تؤدي إلى "انقراض" لغة ما من أهمها قيام الدول المنتصرة بنشر لغاتها وإهمال اللغات الخاصة بالسكان الأصليين، إلى جانب تقدم تكنولوجيا الاتصال والهجرة والعولمة. وذكر الدكتور مطر ما فعلته منظمة اليونسكو في سوريا للحفاظ على اللغة الآرامية كمثال على ما يمكن فعله للحفاظ على اللغات التي تتعرض للانقراض.
كما أكد أن جهود التنمية والإصلاح لا يمكن أن تنفصل عن السياق الإنساني والثقافي، فالثقافة تتجلى في جملة من المواقع حسب البعد الذي ترتكز عليه، فهناك الثقافة بوصفها تراثاً قومياً، والثقافة بوصفها إبداعا وتعليما وتوعية، وهناك الثقافة كعملية إنسانية حضارية، والثقافة بمعنى عملية دفاع ودعم للهوية، وغيرها من الأبعاد.
ويعد إصلاح التعليم من متطلبات الإصلاح الثقافي، فتوأمة التعليم للثقافة تتجلى في أن كلاَ منهما منبع ومعبر للآخر، حيث يتولى نظام التعليم بمراحله المختلفة تنشئة وتكوين الفرد من خلال الرصيد الثقافي وتفاعلاته.