كتاب العناصر لإقليدس يتربع على أرفف مكتبة الإسكندرية في عيدها الخامس
تاريخ النشر
الإسكندرية—
تحتفل مكتبة الإسكندرية في الثالث والعشرون والرابع والعشرون من أكتوبر 2007 بمرور خمس سنوات على افتتاحها (في السادس عشر من أكتوبر 2002). ومنذ الافتتاح، تعمل المكتبة على إثراء مقتنياتها بالمزيد من الإصدارات والمطبوعات الفكرية والعلمية الحديثة والنادرة على السواء. وتتضمن احتفاليات هذا العام الاحتفال بوضع الكتاب رقم 555.555 على أرفف المكتبة. وهو كتاب ذو أهمية خاصة حيث أنه طبعة نادرة صدرت في ألمانيا في القرن السادس عشر لكتاب العناصر لعالم الرياضيات السكندري الشهير إقليدس الذي ألفه في القرن الثالث قبل الميلاد.
على الرغم من أن اسم إقليدس يعد أكثر الأسماء شهرة في تاريخ علم الرياضيات، إلا أننا لا نعرف الكثير عن حياته. فقد نزح إقليدس- كما جاء في تعليقات القدماء من المعلقين والناشرين لكتابه- كغيره من العلماء وطالبي العلم إلى مدينة العلم ودار العلماء، الإسكندرية أيام حكم بطلميوس الأول (323/ 305-285ق.م.). أسس إقليدس في الإسكندرية مدرسة علمية في الرياضيات طبقت شهرتها الآفاق وظلّت تجتذب طلاب العلم والعلماء عشرات السنوات حتى بعد موت صاحبها، إذ يذكر بابوس أن الرياضي والفلكي الشهير أبولّونيوس البرجى (262-190ق.م.) كان يدرس في مدرسة إقليدس بالإسكندرية. وفى الإسكندرية أيضاً ألّف إقليدس كتابه الخالد العناصر.
يعد كتاب العناصر كتاباً جامعاً شاملاً لمعظم جوانب الرياضيات والهندسة مقسمة إلى ثلاثة عشر فصلاً، تدور الستة الأولى منها حول هندسة المسطحات، والفصول من السابع إلى التاسع تتناول نظرية الأرقام، أما العاشر فيختص بالأرقام غير القياسية، والفصول من الحادي عشر إلى الثالث عشر تتعلق بهندسة المجسمات. وتعد النظرية الخامسة للمسلمات ونظرية التناسب الواردتين في الفصل الخامس من أهم نقاط الجدة والقوة في كتاب العناصر فضلاً عن تقديمه للأرقام غير القياسية في الفصل العاشر.
لقد كان إقليدس في كتابه العناصر يقدم للإنسانية أسس علم الهندسة في أسلوب منطقي واضح. ومن غير المنصف أن يعد العناصر كتاباً في الهندسة فقط، فهو يتعامل مع علم الجبر ونظرية الأرقام. ولقد أدركت الشعوب أهمية هذا الكتاب حتى أصبح من أكثر كتب الدنيا التي ترجمت، وشرحت وعلق عليها، وكان أيضاًَ أكثر الكتب التي درست على مدى أربع وعشرين قرناً من الزمان.
لمزيد من المعلومات حول الفعاليات المقامة بمناسبة العيد الخامس لمكتبة الإسكندرية، اضغط هنا.