فعاليات اليوم الثاني من الندوة الدولية الثالثة حول التعددية اللغوية والعولمة والتنمية

تاريخ النشر

استمرت فعاليات الندوة الدولية الثالثة حول التعددية اللغوية والعولمة والتنمية لليوم الثاني على التوالي بمكتبة الإسكندرية.


افتتح اليوم الثاني والأخير بكلمة بعنوان "دور مفوض اللغات: كندا نموذجًا" ألقاها جراهام فريزر؛ مفوض كندا للغات الرسمية، حيث تعرض فيها للبلاد التي تعتمد أكثر من لغة كلغة رسمية، وكيف يرتبط هذا بحقوق المواطنة.


عقدت بعدها جلسة بعنوان "الإعلام والتعدد اللغوي" بحضور ممثلين من جهات إعلامية متعددة. وقد بدأ كريس رينييه؛ زميل الجمعية الجغرافية الوطنية الأمريكية (ناشيونال جيوجرافيك) بقوله إن أكثر من نصف لغات العالم مهددة بالانقراض، ولذلك أطلقت "ناشيونال جيوجرافيك" مشروعًا بعنوان "أصوات باقية" بهدف تعزيز ثقافة الشعوب والحفاظ على اللغات والتراث المعرضين للاندثار. وأوضحت نومازولو مدا؛ مديرة الشئون الخارجية بهيئة إذاعة جنوب إفريقيا، نموذج التعددية اللغوية في البث الإعلامي المسموع والمرئي من خلال تجربة جنوب إفريقيا، حيث يبث المحتوى بأكثر من 15 لغة مختلفة بحصة محددة لكل لغة.


وفي نفس الإطار، تحدث هيوجو باريتو؛ الأمين العام لمؤسسة روبرتو مارينهو، عن دعم الإعلام للتنوع اللغوي والثقافي، مشيرًا إلى تجربة التلفزيون البرازيلي والمجموعة العالمية بالبرازيل في تعزيز قضايا التعليم والدمج المجتمعي. ومن جانبه، أكد جوستافو وين؛ الصحفي بإذاعة "صوت أمريكا" التي تبث بأكثر من 47 لغة، على أن اللغة تعكس الهوية، لذا يجب احترام التقاليد الثقافية وقبول الآخر وتجنب التمييز.


وتحدثت آنا مينا في جلسة خاصة عن "التنوع اللغوي والأُسر"، عن تجربتها الشخصية والبحث الذي أجرته حول تربية الأبناء في أسرة تتمتع بالتعددية اللغوية. وتعتقد مينا أن الأطفال لديهم بالفطرة قدرة على تعلم العديد من اللغات، وهذا يعني بالضرورة اكتساب ثقافات مختلفة وقيم التسامح والتعددية. وأشارت الخبيرة إلى عيوب تعليم الأطفال أكثر من لغة حيث يمكن أن ينتج عن ذلك بعض التشويش والارتباك، بالإضافة إلى مخاطر عدم إتقان أي من اللغات التي يتحدثها الطفل، وعدم اكتساب قواعد صحيحة للنحو.


وعرض المتحدثون في جلسة "التكنولوجيا الرقمية وتنوع المحتوى الثقافي واللغوي" تجارب مؤسسات مختلفة في هذا الصدد؛ حيث عرضت هيلاري وايزنر؛ مديرة برنامج مبادرة الإسلام بمؤسسة كارنيجي، أهداف المبادرة التي تسعى إلى كسر الصور النمطية التي يتعرض لها المسلمون في الغرب. وقدم روبرت موروبا من مكتبة الكونجرس تجربة المكتبة الرقمية العالمية التي تعرض أفضل الإسهامات الثقافية لشعوب العالم، حيث يشارك فيها ٣٢ مؤسسة من مختلف قارات العالم. وتهدف المكتبة الرقمية العالمية إلى تضييق الفجوة الواسعة بين الثقافات والشعوب وتعزيز التفاهم الدولي من خلال التواصل الثقافي والمعرفي عبر الإنترنت- لغة العصر. وهي تُبث بسبع لغات؛ العربية، والإسبانية، والإنجليزية، والفرنسية، والبرتغالية، واليابانية، والروسية. ومن الجدير بالذكر أن مكتبة الإسكندرية تترأس- من خلال قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات- الفريق القائم على متابعة البنية التقنية، كما يتولى الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، رئاسة المجلس التنفيذي للمشروع.


وقامت جوي سبرينجر بتقديم برنامج "ذاكرة العالم" التابع لمنظمة ليونسكو، والذي يهدف إلى توثيق التراث الجمعي لشعوب العالم، بما يتماشى مع إستراتيجية اليونسكو لبناء مجتمع المعرفة. يضم المشروع حاليًا 193 بندًا من مختلف دول العالم. وعرضت عزة عزت، من مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية، مشروع المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط الذي يعد سجلاًّ رقميًّا للكتابات الواردة على العمائر والتحف الأثرية عبر العصور. وتضم المكتبة الرقمية حاليًّا خمسة آلاف نقش تنتمي إلى مجموعة من اللغات وهي: اللغة المصرية القديمة، واللغة العربية، واللغة الفارسية، واللغة التركية، بالإضافة إلى مجموعة من الخطوط الأخرى المتنوعة.


وخُصصت الجلسة الثالثة لعروض المؤسسات، حيث قدم أنطوني مير عرضًا عن مؤسسة لينجوامون وخططها المستقبلية. وتحدث الدكتور خالد عزب؛ مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، عن مشروع المكتبة لتوثيق رحلة الكتابة في مصر. وعرضت ستيفاني درايت؛ مديرة التنمية الإعلامية بمبادرة تحالف الحضارات مختلف أنشطة المبادرة المتعلقة ببرامج الشباب والحوار والتعددية.


وتناول وسوزينهو ماتسينهي؛ رئيس الأكاديمية الإفريقية للغات، التعددية اللغوية في القارة السمراء التي نتجت عن اللغات الأصلية للشعوب بالإضافة إلى لغات الاستعمار. وقدم جارباس مانتوفانيني جولة تخيلية في متحف اللغة البرتغالية، وهو الأول من نوعه في العالم.


وفي كلمته الختامية إيذانًا بختام المؤتمر، طالب كولن ويليامز؛ الباحث في علم اللسانيات الاجتماعية، بإطلاق مبادرات مشتركة لضمان حماية التعددية اللغوية في العالم، والحق في المعرفة، والتوزيع العادل للمحتوى الرقمي على الانترنت بين كل دول العالم.
 

وتقرر عقد الندوة الدولية القادمة في الهند العام القادم.


اضغط هنا لقراءة تغطية أول أيام الندوة.
 


شارك