مباراة كرة قدم تتحول إلى مأساة

تاريخ النشر

مراهقون وشباب بوجوه نضرة وعيون مشرقة، انتهوا للتو من امتحاناتهم، فبدلاً من أن يروا أسماءهم في كشوف النتائج، أُضيفت إلى عداد الشهداء.
 

ووجوه أخرى ذابلة وعيون ذائعة وألسنة تصرخ من شدة الألم تاه منها الكلام فلا تجد ما تتصبر به.
 

أمهات وآباء وأخوة وأخوات لم يدر بخلدهم قط أن يخرج أبناؤهم مشجعون وليعودوا مشيعون.
 

المدينة الباسلة التي كانت على خط النار وحاربت أعتي الجيوش وقدمت من أبنائها شهداء وفدائيين أصبحت مسرحًا لمذبحة يندى لها الجبين. ولكن أبناء الفدائيين لم تأخذهم الصدمة وهول الفاجعة، فهم الأبطال أبناء الأبطال فتحوا بيوتهم للجرحى وهرعوا إلى المستشفيات ليضمدوا الجرحى ويصبروا الثكلى.
 

هؤلاء الشباب الذين أذهلونا بمواقفهم البطولية وشجاعتهم النادرة أمام آلة القمع الأمنية أثناء ثورة 25 يناير، قدموا خير دليل أن حبهم لفرقهم ما هو إلا تعبير عن حب أكبر للوطن. وقالوا إنهم مستعدون للموت من أجل مصر وأوفوا ما عاهدوا الله عليه.
 

ليسوا مجرد أرقامًا تضاف إلى عداد الوفيات، ولن يكونوا أبدًا كذلك؛ فهم 80 قصة انتهت قبل أن تبدأ، و80 حلمًا لم ير النور، و80 أمًا ثكلى وأبًا مكلومًا وأخوة وأخوات وأصدقاء لم يبق لهم إلا الذكرى.
 

ومكتبة الإسكندرية ممثلة في مديرها وجميع العاملين بها إذ تتقدم بخالص العزاء للشعب المصري بكافة طوائفه وتحتسب المفقودين عند ربهم شهداء أحياء يرزقون، تعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام وتسأل الله أن يلهمنا وذويهم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
 


شارك