”دعم التنوع الثقافي والابتكار في مصر“ هو أحد المشروعات التي تقوم بتنظيمها وإدارتها مكتبة الإسكندرية، وذلك في إطار المنحة المقدمة لها من قبل الاتحاد الأوروبي لدعم تنمية الجانب الثقافي في مصر. وقد تم تطوير هذا البرنامج وفقاً لاتفاقية اليونسكو لعام 2005 بشأن حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي، والمنضم إليها كلاً من مصر والاتحاد الأوروبي.
وتسعى مكتبة الإسكندرية من خلال هذا البرنامج إلى توسيع نطاق المشاريع الثقافية في مصر وتشجيع التربية الفنية والثقافية، وذلك بالتعاون المشترك مع وزارتي الثقافة والتربية والتعليم، وكذلك وزارة التعليم العالي، وعدداً من المراكز الثقافية في مصر، فضلاً عن الاتحاد الأوروبي. ويسعى البرنامج أيضاً إلى الاستفادة من تراث مصر الثقافي والموارد البشرية للاستعانة بالفنون والثقافة كعنصر دعم قوى لتنمية البلاد. وعن طريق تشجيع التنوع الثقافي والفنون المعاصرة، فإنه يسعى أيضاً إلى تحدى الاتجاهات القديمة نحو تعريفات الثقافة والفنون والذى أدى إلى التمثيل العام المحدود في الأنشطة الثقافية على مدار السنوات الماضية.
ولتحقيق هذه الأهداف، فقد دمج البرنامج عدداً من الأنشطة المصممة خصيصا ليتم تنفيذها على مدار فترة 24 شهرا ─ المدة المخصصة للمشروع. وتستند هذه الأنشطة على ثلاثة محاور رئيسية، والتي تشكل ركائز البرنامج. وتشمل هذه الأنشطة: النقاشات الثقافية، ورسم خرائط الصناعات الثقافية في مختلف أنحاء مصر، وتجديد المنافذ الثقافية القائمة ومبادرات للطلاب الصغار وكذلك للفنانين. كما يسعى البرنامج إلى توسيع نطاق المشاركة في هذه الأنشطة لتشمل طائفة عريضة من المجتمع المصري بما في ذلك؛ العاملين بالثقافة، والفنانين، والمواهب غير المكتشفة، والشباب، ورائدي الأعمال المنخرطين في المجتمع الثقافي والمجموعات المهمشة. وبالتالي فسيساعد البرنامج على ترويج التذوق الفني والثقافي في المجتمع المصري بمختلف قطاعاته وجعلهما في متناول الجميع، وذلك لدعم الحوار بين الثقافات، وتعزيز التنوع والتنمية الاجتماعية.
وفى إطار البرنامج، قامت مكتبة الإسكندرية أيضاً بإنشاء خلية فكرية تضم كبار المثقفين والشباب والفنانين ومسؤولي الوزارات والهيئات العامة، وغيرهم، وذلك للعمل على تقييم الوضع الثقافي الحالي لمصر، وتحديد الأطراف الفاعلة في المجال الثقافي في البلاد، والتحديات التي ينبغي معالجتها. ويساهم المشاركون في حوار منظم لتقديم توصيات بشأن صياغة سياسة ثقافية وطنية وتقديمها إلى السلطات المصرية المعنية لطرحها للمناقشة والاعتماد. كما ستعمل الخلية الفكرية على بحث عناصر وقيود وتحديات الواقع الثقافي في مصر، وأيضاً على تقديم توصيات عملية وسياسات معدة كحلول مستقبلية.
وبشكل عام، وفي إطار الواقع المتغير للمشهد الثقافي والسياسي الذى تشهده مصر، فإن برنامج ”دعم التنوع الثقافي والابتكار في مصر“ يأخذ خطوة إلى الأمام نحو تعزيز الحوار بين الثقافات، وتحديد التنميط الثقافي في البلاد، ورعاية المواهب الموجودة، وتعزيز أنشطة المؤسسات الثقافية وتأكيد الرابط المهم بين الثقافة والتنمية، وأخيراً يطمح البرنامج لتحقيق أجندة ثقافية مبتكرة وسياسة مستقبلية للثقافة المصرية.