الزمن: 35 دقيقة
مناسب للأطفال من سن 6 سنوات وما فوق
من الفضاء البعيد، تظهر معالم متعرجة داكنة تمتد في إفريقيا الشمالية على خلفية من الصحارى الذهبية. ومن منابعه في قلب إفريقيا الوسطى، ومن بحيرات واديه الصخري، تجري مياه هذا المَعلَم شمالاً لآلاف الأميال، مكوِّنةً دلتا ضخمة وخصبة على ساحل البحر المتوسط.
إنه النهر الأكثر طولاً في العالم؛ نهر النيل.
هنا، نشأت حضارة عظيمة، لاتزال آثارها تخلب الألباب اليوم مثلما كانت عند نشأتها... ميراث هائل من المباني العملاقة تغطيها الصور والكتابات فيمكننا قراءتها اليوم وكأننا نقرأ كتابًا.
على ضفاف النيل الغربية كانت تقع مدن الموتى، وعلى ضفافه الشرقية معابد الآلهة المفعمة بالحياة... هي آثار ظلت قائمةً لآلاف السنين كالنجوم، في حين عادت ملايين المنازل، بل وقصور الفراعنة ذاتها، إلى طمي النيل الذي كانت قد بنيت منه.
هائلةٌ هي تلك الآثار، ودقيقٌ تخطيطها، مما جعل البعض يدَّعي أنها كانت مراصد فلكية، أو أن لها قدرات سحرية، أو أن كائنات فضائية هي التي أنشأتها.
ولكن ما مدى صحة تلك الادعاءات؟ وكيف كان المصريون القدماء يرون النجوم ويستخدمونها؟ وما هو الإرث الذي تركوه لنا؟
لقد قسَّم المصريون القدماء اليوم إلى 24 ساعة والعام إلى 365 يومًا؛ ولكنهم لم يحاولوا، مثلما فعل الإغريق، تقديم تفسير علمي لحركة الشمس والكواكب والنجوم، أو حتى معرفة مواقعها.
فبالنسبة لهم، كانت السماء هي عالم الآلهة؛ كانت تجسد التوازن بين النظام والفوضى، بين الموت والبعث؛ فكان الملوك الآلهة يعيشون على الأرض، ثم يقومون برحلة سماوية لتولي العهد الأبدي مع النجوم.
أما بالنسبة لنا، فلم تعد النجوم مكانًا للألغاز الدينية؛ فهي الآن مدخل إلى كونٍ أكثر روعة مما تصور المصريون... كونٍ قد بدأنا لتونا في فهم أسراره.
لقد تصور الفراعنة أن بإمكانهم السفر إلى النجوم؛ والآن، بعد مرور خمسة آلاف عام، فقد بدأت الخطوات الأولى للرحلة التي قد تجعل هذا الحلم يتحول إلى حقيقة.