في السادس عشر من أكتوبر عام 2002 افتتحت مكتبة الإسكندرية الجديدة... كونها صرح ثقافي، بنيت مكتبة الإسكندرية الجديدة لتسترجع روح المكتبة القديمة التي كانت تعد إحدى أهم المنابر الثقافية والمعرفية... ففيها حدث المزج العلمي والالتقاء الفكري الثقافي بعلوم الشرق والغرب؛ حيث كانت نموذجًا للعولمة الثقافية القديمة، والتي تمخضت عنها الحضارة الهلينستية... هنا، تحاورت الحضارات والأديان، وامتزجت الثقافات والمعارف...
عكف علماء مكتبة الإسكندرية القديمة على البحث في أساطير وآراء من سبقوهم من فلاسفة اليونان، وكذلك في تصورات الحضارات المصرية والبابلية عن ذلك الكون... فقد كانت تشغلهم معرفة المسافة بيننا وبين الشمس؟ وأي مسافة تفصلنا عن القمر؟ ومن يدور حول من؟ وأين مركز الكون؟ وما حدود هذا الكون؟ كانوا يبحثون في السماء عن العلاقات بين النجوم، مواقعها وحركاتها، كانوا يتأملون ويفكرون ويتساءلون...
من سماء المكتبة القديمة، تواصلت الرحلة العلمية لاكتشاف الكون ومكاننا فيه؛ رحلة ساهم فيها علماء الإسكندرية، ثم علماء العرب والمسلمين، ومن بعدهم علماء الغرب...
وبإحياء مكتبة الإسكندرية... بعثت روح المكتبة القديمة في أنشطتها ليتلاقى العلماء يدرسون ويفكرون ويتناقشون... ولكن الضمير الإنساني يذكر مكتبة الإسكندرية لوجود الموسيون؛ حيث تلاقت العقول وتلاحمت الأفكار وأهدتنا هذا النتاج العلمي والثقافي الثري...
"الإسكندرية، مهد علم الفلك" هو أول عرض للقبة السماوية من إنتاج مكتبة الإسكندرية. يعرفنا الفيلم على علماء مكتبة الإسكندرية القديمة الأجلاء، والذين أرسوا قواعد علم الفلك؛ مثل: أريستارخوس الساموسي، وإيراتوستينس، وأبولونيوس، وهيبارخوس، وكلوديوس بطليموس، وثيون السكندري، وابنته هيباتيا، والتي جاءت وفاتها المأساوية لتنهي عصر من الازدهار العلمي ... العصر الذي يتم إحياءه الآن في مكتبة الإسكندرية الجديدة...
شاركنا هذه الرحلة الآسرة التي ستأخذك عبر الماضي إلى المستقبل... شاهد "الإسكندرية، مهد علم الفلك" قريبًا بالقبة السماوية بمكتبة الإسكندرية.