صورة لوابل من الشهب، شوهد في عام 1995م.
 

صورة من: NASA Ames Research Center/S. Molau and P. Jenniskens.

تُعد زخات (وابل أو همرات) الشهب من أمتع الظواهر السماوية، وأكثرها إثارة، إذ يمكن متابعتها بسهولة بالعين المجردة، وهي تحدث عندما تمر الأرض خلال فيض من جسيمات الغبار الكوني، التي تنتشر بين الكواكب، ويكون مصدرها عادةً المذنبات أو الكويكبات، فتخترق هذه الحبيبات الدقيقة الغلاف الجوي بسرعات مذهلة، وتتألق في السماء كنجوم تهوي، فيما يُشْبه أمطارًا من الشهب. ويحدث في كل عام العديد من زخات الشهب، لكن قليل منها يكون غنيًّا في الشهب. وتستغرق الزخة الشهابية غالبًا عدة أيام، أو أسابيع قليلة، تصل خلالها إلى ذروة نشاطها، التي تستغرق عدة ساعات. وتُسمى زخات الشهب الغزيرة، التي يتساقط فيها أعداد كبيرة من الشهب بعاصفة الشهب أو تفجر الشهب.

ولأن جسيمات الغبار الكوني تسير معًا في مسارات متوازية، فإنها تبدو لنا في الأرض، خلال الزخة الشهابية، وكأنها تسقط من نقطة معينة في السماء، تُسمى نقطة الإشعاع. وتسمى زخات الشهب باسم الكوكبة النجمية التي تقع نقطة إشعاعها فيها، مثل شهب الأسديات، التي تقع نقطة إشعاعها في برج الأسد، وشهب القيثاريات، ونقطة إشعاعها في كوكبة القيثارة. 

وتُعد شهب القيثاريات من أهم الزخات الشهابية السنوية، فهي تتميز بشهب لامعة، يخلف بعضها أثرًا مضيئًا ممتدًا وراءه، وهي تحدث بين 16 أبريل و25 أبريل من كل عام، وفي ذروة نشاطها، التي تكون عادةً يوم 22 أبريل، يبلغ معدل تساقط الشهب من 10 إلى 20 شهاب في الساعة، ولكن يمكن أن يزيد النشاط عن ذلك أحيانًا. وشهب القيثاريات تنتج من غبار مذنب يُعْرف باسم تاتشر، ويستغرق 415 سنةً ليكمل دورةً واحدةً حول الشمس. وتقع نقطة إشعاع القيثاريات بالقرب من نجم النسر الواقع، وهو ألمع نجم في كوكبة القيثارة، وأحد ألمع نجوم السماء.

وفي هذا العام ستكون ذروة نشاط القيثاريات خلال ليل 22 أبريل وصباح 23 أبريل. ولمشاهدة القيثاريات؛ يُفضل الرصد من مكان خلوي بعيد عن أضواء المدينة، وأن يجلس الراصد على مقعد مائل، وأن يكون النظر إلى أعلى، ووقت الرصد بين منتصف الليل والشروق. وسيظهر القمر خلال ذروة القيثاريات القادمة، وسيكون قريبًا من طور التربيع الأخير، وهو ما سيؤثر فقط على رؤية القيثاريات ضعيفة اللمعان.

المراجع
NASA
Encyclopedia Britannica
Wikipedia

أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك