28 يونيو 2008
كوكب زحل كما يبدو لعدسات السفينة الفضائية الأمريكية "كاسيني"
تبين هذه الصورة المذهلة كوكب زحل وحلقاته الرشيقة، التي تتكون من صخور وأحجار وجسيمات جليدية تدور حول زحل كأقمار صغيرة جدًّا، وكذلك تفاصيل دقيقة في الغلاف الجوي المضطرب للكوكب العملاق العجيب. تم التقاط الصورة من مدار حول زحل، بواسطة السفينة الفضائية "كاسيني" التي تدور حول زحل منذ يوليو 2004.
صورة من: NASA/JPL/Space Science Institute
في 30 يونية 2008، تختم السفينة الفضائية الأمريكية "كاسيني" مهمتها الأولى في دراسة كوكب زحل الجميل، العجيب، وذلك بعد أربع سنوات بالضبط من دخولها في مدار حول الكوكب، بهدف إجراء دراسة متعمقة للكوكب العملاق، وحلقاته البديعة، وأقماره العديدة. وفي ذات الوقت، ستبدأ "كاسيني" مهمةً جديدة حول زحل تستمر لعامين، وقد قررت "ناسا" هذا التمديد لعمل "كاسيني" في شهر إبريل 2008، نتيجة للنجاح الباهر لكاسيني، أول قمر صناعي لزحل.
وسوف تركز المهمة الجديدة لكاسيني بالأخص على دراسة القمر تيتان (قطره 5150 كم)، أكبر أقمار زحل، والقمر إنسيلادوس (قطره 504 كم)، وهو قمر جليدي صغير، يظهر نشاطًا جيولوجيًّا فريدًا. لقد قدمت "كاسيني" اكتشافات هامة عن تيتان، الذي يحمل أوجه شبه هامة بكوكب الأرض، وكذلك القمر إنسيلادوس، الذي تتفجر على سطحه براكين باردة، تلفظ جسيمات جليدية إلى الفضاء.
ومن أهم معالم مهمة "كاسيني" الجديدة أنها تبدأ مع اقتراب مرور كوكب زحل في مداره بنقطة الاعتدال الربيعي، أي بداية فصل الربيع، في النصف الشمالي من زحل، ولهذا تسمى مهمة "كاسيني" الجديدة "مهمة كاسيني الربيعية"، وهذه الفترة تمثل فرصة نادرة للعلماء لكي يدرسوا خصائص حلقات زحل، حيث أن في فترة الاعتدال الربيعي أو الخريفي في زحل، يمر ضوء الشمس خلال مستوى الحلقات مباشرةً، وأن يراقبوا التغيرات الفصلية في زحل وقمره الضخم تيتان.
وقد أدلى عالم الفلك "بوب ميتشل"، مدير برنامج "كاسيني" في وكالة "ناسا"، بالتصريح التالي: "لقد قمنا بمهمة رائعة ومفعمة جدًّا بالأحداث، من حيث الاكتشافات التي قمنا بها، وكانت خالية من الأزمات، لأن السفينة الفضائية عملت على نحو جيد جدًّا. نحن فخورون للغاية ببلوغنا كل الأهداف التي وضعناها عندما أطلقنا "كاسيني" إلى الفضاء. لقد أجبنا عن أسئلة مزمنة، كما أننا أثرنا عددًا من الأسئلة الجديدة، لهذا تمتد رحلتنا".
لقد تم إطلاق "كاسيني" إلى الفضاء صوب زحل في 15 أكتوبر 1997، من قاعدة "كيب كانافرال"، في ولاية فلوريدا الأمريكية. ولقد كان طول الرحلة بين الكوكبية إلى زحل 3500 مليون كم، واستغرقت سبع سنوات. وقد دخلت "كاسيني" في مدار حول زحل في 1 يوليو 2004، فبدأت إرسال بيانات مذهلة عن حلقات زحل. وما زالت "كاسيني" تعمل بشكل جيد، وهي تحمل 12 من الأجهزة العلمية التي تعمل بمولدات نووية كهربية. ومن المتوقع أن تقود نتائج رحلة "كاسيني" إلى زحل إلى إرسال المزيد من السفن الفضائية إلى ثاني أكبر كواكب النظام الشمسي.
لمزيد من الإطلاع، يرجى زيارة موقع السفينة الفضائية "كاسيني" على شبكة الإنترنت:-
The Cassini-Huygens Mission to Saturn
http://saturn.jpl.nasa.gov/home/index.cfm