5 يوليه 2008
صورة من التلسكوب الفضائي "هبل" تبين سحابة كونية عجيبة وخلابة، نتجت عن انفجار نجمي شديد، يعرف اصطلاحًا باسم "السوبرنوفا".
نشرت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" حديثًا صورةً كونيةً خلابة، التقطها التلسكوب الفضائي "هبل". تبين الصورة جزءًا من سحابة كونية (سديم) عجيبة، تتوهج بألوان جميلة، وهي كل ما تبقى من انفجار نجمي شديد، حدث منذ حوالي 1000 عام.
تعرف ظاهرة انفجار النجوم باسم "السوبرنوفا"، وهي تحدث عندما يستنفذ نجم ضخم، ذو كتلة عالية، وقوده من غاز الهيدروجين، فينفجر وتنتهي حياته، أو عندما يجذب قزم أبيض، وهو نجم صغير الحجم، ولكن ذو كتلة عالية نسبيًَّا وكثافة شديدة للغاية، المادة الغازية من نجم قريب منه، يدور معه حول مركز جذب، في نظام نجمي (يشبه بدرجة كبيرة النظام الشمسي من الشمس والكواكب)، وهو ما يؤدي إلى حدوث انفجار هائل. وفي حالات نادرة، يحدث السوبرنوفا أيضًا نتيجة لتصادم نجمين.
ومنذ أكثر من ألف عام، وتحديدًا في 1 مايو 1006، شوهد نجم "جديد" شديد البريق، لم يكن مسجلاً من قبل في الخرائط السماوية، وتم رصده بواسطة الفلكيين في مصر والعراق وأوروبا والشرق الأقصى، ولم يكن هذا النجم الجديد إلا سوبرنوفا، الوهج الشديد الناتج عن انفجار نجمي مروع. ويسمى هذا النجم اصطلاحًا SN 1006، أي سوبرنوفا 1006، نسبةً إلى السنة التي سجل فيها. وكان النجم المسئول عن هذا الحدث السماوي الجلل قزم أبيض، يبعد 7 آلاف سنة ضوئية عن الأرض!
والنجم SN 1006 هو على الأرجح ألمع نجم سجل بامتداد التاريخ، فقد فاق لمعانه كل الأجرام السماوية، باستثناء الشمس والقمر. بل لقد كان SN 1006 مرئيًّا حتى في ضوء النهار لعدة أسابيع، وظل مرئيًّا للعين المجردة ليلاً لما لا يقل عن سنتين ونصف السنة، بعد ذلك اضمحل ضوءه بشدة.
والفلكي المصري الكبير "علي بن رضوان" (حوالي 988-1061 م) ترك لنا سجلاً شديد الأهمية يسجل أرصاده للنجم SN 1006، جاء فيه أن هذا النجم شوهد على ارتفاع منخفض، فوق الأفق الجنوبي، وأن لمعانه كان مثل ربع لمعان القمر.
وفي منتصف ستينيات القرن العشرين، تمكن الفلكيون باستخدام التلسكوبات الراديوية، أي التلسكوبات التي ترصد الكون في الموجات الراديوية (موجات اللاسلكي)، من رصد حلقة من المادة في موضع انفجار النجم، وأظهرت القياسات أن الحجم الظاهري لهذه الحلقة مماثل للحجم الظاهري للقمر، أي حوالي نصف درجة. ويدل هذا الحجم الزاوي الكبير على أن الغازات المندفعة نتيجة انفجار النجم كانت تتمدد بسرعة هائلة، تقدر بعشرين مليون كيلومتر في الساعة!
وفي عام 1976، تم تسجيل أول إشعاع بصري لبقايا السوبرنوفا الغازية، ولكن فقط لسحابة رفيعة، تشبه شريطًا يمتد على حافة الحلقة الراديوية. وفي الصورة البصرية للتلسكوب الفضائي "هبل" نرى هذا الشريط النجمي بتفصيل دقيق. تبين الصورة أن هذا الشريط الملتوي يوجد عند موضع اصطدام مادة النجم المنفجر، أو "موجة الصدمة"، بسحب غازية رقيقة تحيط بالنجم. وتؤدي هذه الموجة التصادمية إلى رفع درجة حرارة الغاز وتوهجه.
والآن نحن نعرف أن بقايا SN 1006 بلغ حجمها 60 سنةً ضوئيةً تقريبًا، وهي لا تزال آخذة في التمدد بسرعة مذهلة: 10 مليون كم/س تقريبًا، ومع ذلك، فإنه يمكن فقط للفلكيين أن يرصدوا تغيرات طفيفة في الحجم الظاهري لبقايا النجم، على مدى سنين عدة، وذلك بسبب كبر بعد SN 1006.
وينتمي النجم SN 1006 إلى مجرتنا، مجرة الطريق اللبني، وفي صورة "هبل" نرى نجومًا كثيرةً من مجرتنا، بالإضافة إلى مجرات أخرى، تبدو كبقع ضوئية صغيرة. تم تكوين هذه الصورة من دمج عدة صور التقطت بواسطة كاميرا متطورة على متن التلسكوب "هبل"، في إشعاعات مختلفة من الضوء المنظور والأشعة تحت الحمراء.
لمزيد من الإطلاع، يرجى زيارة الموقع التالي على شبكة الإنترنت:-
Hubble Site
http://hubblesite.org/