صورة للكسوف الشمسي الجزئي الذي شوهد في سماء الإسكندرية يوم 4 يناير 2011

في صباح الثلاثاء، 4 يناير 2011، شهدت سماوات مصر كسوفًا جزئيًّا للشمس. وتعد ظاهرة الكسوف الشمسي من أروع الظواهر الطبيعية، وتحدث عندما يمر القمر بين الأرض والشمس. وفي مدينة الإسكندرية، بدأ الكسوف في الساعة التاسعة وثلاث دقائق صباحًا، وحجب القمر حوالي 55% من قطر الشمس، في أقصى مراحل الكسوف. واستمر الكسوف لثلاث ساعات، وكان مرئيًّا أيضًا في معظم أوروبا، وشمال أفريقيا، ووسط آسيا.

 وقد كان قدر الكسوف، أي النسبة التي يغطيها القمر من قطر الشمس خلال الكسوف، أكبر في قارة أوروبا. ففي مدينة إسطنبول كان قدر الكسوف 71%، وفي باريس 73%، وفي لندن 75%، وفي كوبنهاجن 83%. وفي شمال السويد، بلغ قدر الكسوف قيمته العظمى، 86% تقريبًا، في الساعة الثامنة وخمسين دقيقة صباحًا، بتوقيت جرينتش. ومن المثير أن الكسوف كان وقت شروق الشمس في شمال وغرب أوروبا، أما في وسط روسيا، وكازاخستان، ومنغوليا وشمال غرب الصين، فشوهد الكسوف وقت الغروب.

 وأثناء الكسوف، كان القمر على بعد 388 ألف كم تقريبًا، وكانت الأرض قريبةً من نقطة الحضيض، أقرب نقطة إلى الشمس في مدار الأرض البيضاوي حول الشمس، على مسافة 147 مليون كم تقريبًا من الشمس. وتمر الأرض بنقطة الحضيض مرة كل عام، بين يومي 3 و 5 يناير. أما نقطة الأوج، أبعد نقطة عن الشمس على مدار الأرض، فتحدث حوالي يوم 4 يوليو كل عام، وعندها تكون الأرض على بعد 152 مليون كم تقريبًا من الشمس.

 وقد نظم مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية احتفالية علمية لرصد الكسوف من ساحة مكتبة الإسكندرية (البلازا)، من خلال أجهزة خاصة برصد الشمس، وبإشراف فلكيين متخصصين من المركز. وقد بدأ برنامج الرصد في الساعة 8:40 صباحًا، وكان متاحًا للجمهور رصد الكسوف من خلال تلسكوبين، ومنظار شمسي، ومرشحات ضوئية خاصة.

تحذير:لا تنظر إلى الشمس أبدً بالعين المجردة أو من خلال المناظير.
لا يمكن رصد الشمس إلا من خلال أجهزة علمية خاصة. لا ترصد الشمس إلا من خلال الأجهزة الخاصة بذلك، وتحت إشراف فلكيين متخصصين.  

وبعد انتهاء الرصد الفلكي للكسوف، ألقى الباحث أيمن إبراهيم، الفلكي بمركز القبة السماوية العلمي، محاضرة عامة بعنوان "الكسوف والخسوف". اشتملت المحاضرة على معلومات مثيرة ومشوقة عن ظاهرتي الكسوف والخسوف، وطبيعة وخصائص الشمس والقمر.

أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك