16 يناير 2011
رسم توضيحي يبين النجم كبلر-10، المشابه للشمس، يشرق فوق أفق كوكب تابع له، اكتشف حديثًا بواسطة السفينة الفضائية الأمريكية كبلر.
صورة من: NASA/Kepler Mission/Dana Berry
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن أن السفينة الفضائية كبلر اكتشفت كوكبًا صخريًًا، مماثلاً للأرض في حجمه، ويدور حول نجم بعيد، مشابه للشمس، يعرف باسم كبلر-10. وتسمى الكواكب التي تقع خارج النظام الشمسي باسم الكواكب الخارجية، أو الكواكب غير الشمسية. وقد تم تسمية الكوكب الجديد كبلر-10بي Kepler10-b، وهو يعد أصغر كوكب غير شمسي يتم اكتشافه حتى الآن، إذ يزيد حجمه على حجم الأرض، التي يبلغ قطرها 12756 كم، بحوالي 1.4 مرة. يبعد النظام كبلر-10 حوالي 560 سنة ضوئية عن كوكبنا.
(السنة الضوئية وحدة من وحدات قياس المسافة في علم الفلك، وتساوي تقريبًا 10 آلاف بليون كم.)
ويأتي اكتشاف الكوكب كبلر-10بي تتويجًا لأرصاد بواسطة السفينة الفضائية كبلر، استمرت لأكثر من ثمانية أشهر، بدءًا من شهر مايو 2009. وقد اكتشف الفلكيون أكثر من 500 كوكب غير شمسي حتى الآن، معظمها كواكب عملاقة، مشابهة لكوكب المشتري في تركيبها، أي يغلب على تكوينها السوائل والغازات، وليست صخرية مثل الأرض.
وعندما يمر كوكب أمام نجمه، فإن إضاءة النجم تنخفض بدرجة طفيفة، وهذا ما يمكن السفينة كبلر من رصد هذا التغير الضئيل في لمعان النجم بواسطة جهاز فوتومتر (جهاز يقيس لمعان النجوم) دقيق على متنها. ويمكن حساب حجم كوكب غير شمسي من دراسة التغيرات التي يسببها في ضوء نجمه، وأيضًا معرفة بعد هذا الكوكب عن نجمه، عن طريق حساب الفترة الزمنية بين الانخفاضات المتعاقبة في ضوء النجم.
وتتميز السفينة الفضائية كبلر بأنها أول مهمة تطلقها وكالة ناسا وتكون قادرة على اكتشاف كواكب غير شمسية، مماثلة للأرض، في "المنطقة المأهولة"، وهي نطاق حول أي نجم، تسمح فيه درجات الحرارة بوجود الماء في صورة سائلة على سطح كوكب غير شمسي. إلا أن الكوكب كبلر-10بي يقع خارج المنطقة المأهولة حول نجمه، إذ أنه يستغرق أقل قليلاً من يوم واحد لكي يتم دورة حول النجم كبلر-10، وهو ما يعني أنه قريب جدًّا من نجمه، وحرارته مرتفعة، لا تسمح بتكون ماء على سطحه. وعلى سبيل المقارنة، يبلغ بعد كوكب عطارد، أقرب الكواكب إلى الشمس، عن الشمس عشرين مرة قدر بعد كبلر-10بي عن كبلر-10.
والسفينة الفضائية كبلر مرصد فضائي متطور، صمم خصيصًا لكي يكتشف كواكب غير شمسية مماثلة للأرض، وتقع في المنطقة المأهولة، وتم تسمية هذا المرصد باسم العالم الألماني الكبير يوهانس كبلر (1570-1630)، الذي اكتشف قوانين الحركة الكوكبية. تم إطلاق المرصد كبلر إلى الفضاء في 7 مارس 2009، ومن المقرر أن تكون فترة عمله 3.5 سنة على الأقل. يقوم كبلر برصد مساحة صغيرة محددة من السماء، بواسطة جهاز الفوتومتر على متنه، ليتابع بصفة مستمرة تغيرات إضاءة 145 ألف نجم في هذه المنطقة. تم وضع كبلر في مدار حول الشمس، ويستغرق أكثر قليلاً من سنة واحدة ليتم دورةً حول الشمس.
المراجع:-
NASA
www.nasa.gov/
Kepler Mission
http://www.nasa.gov/kepler
Wikipedia
أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك