صورة من: NASA/JPL/Space Science Institute

 نشرت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا حديثًا صورة لأحد أقمار زحل، وهو إنسيلادوس القمر الصغير الجليدي. تم التقاط الصورة بواسطة السفينة الفضائية كاسيني، التي تدور حول زحل منذ عام 2004. تبين الصورة سطح إنسيلادوس الناصع، الذي تنتشر عليه الفوهات النيزكية، وتضاريس تشكلت بفعل نشاط زلزالي قديم. وفي خلفية إنسيلادوس، نرى حلقات زحل الجميلة، تمتد من الركن الأيسر العلوي للصورة، وتبدو كأشرطة متوازية. وتعتبر الفوهات النيزكية على سطح إنسيلادوس أكثر قدمًا وأقل تطورًا، من التضاريس الزلزالية.

 تم التقاط الصورة بواسطة الكاميرا ذات الزاوية المحدودة على متن كاسيني، عندما طارت على مسافة 46 ألف كم من إنسيلادوس، في 30 نوفمبر الماضي. وقد كانت كاسيني تحلق قريبة جدًّا من مستوى حلقات زحل، التي تقع في مستوى دائرة استواء الكوكب.

 ويعد إنسيلادوس أحد أهم الأقمار في النظام الشمسي، إذ يتميز بوجود نوع نادر ومدهش من النشاط البركاني على سطحه، وهو البراكين الجليدية، التي تلفظ أبخرةً باردةً وجسيمات جليدية، بدلاً من الحمم المتوهجة الحارة. وقد اكتشفت البراكين الجليدية على إنسيلادوس بواسطة المركبة كاسيني في عام 2005، حيث بينت صور كاسيني وجود سحب كبيرة من الأبخرة الباردة والجسيمات الجليدية، تنبعث من شقوق في المنطقة القطبية الجنوبية لإنسيلادوس.

 وحلقات زحل الرائعة الرشيقة تتكون من جسيمات جليدية لا حصر لعددها، تتراوح في أحجامها من حجم دقائق الغبار إلى حجم الصخور الكبيرة. وألمع حلقات زحل يمتد لعدة مئات من آلاف الكيلومترات من مركز الكوكب، إلا أنه تم اكتشاف حلقة عملاقة خافتة حول زحل، يبلغ قطرها أكثر من 24 مليون كم، بواسطة رصد زحل في الأشعة تحت الحمراء، في عام 2009. ومن المدهش، أن حلقات زحل رفيعة جدًّا بالمقارنة إلى اتساعها، إذ يبلغ سمك الحلقات اللامعة للكوكب أقل من 1 كم.

 يدور إنسيلادوس، الذي يبلغ قطره 504 كم فقط، حول زحل مرة كل 1.4 يومًا، على مسافة تبلغ حوالي 238 ألف كم. وعلى سبيل المقارنة، يدور القمر (قطره 3476 كم) حول الأرض مرةً كل 27.3 يومًا، على مسافة متوسطة تبلغ 384 ألف كم تقريبًا. ومن الطريف أن معظم الأقمار في النظام الشمسي تسمى بأسماء مستمدة من أساطير العالم القديم، وفي الأساطير الإغريقية، كان إنسيلادوس أحد العمالقة الذين كانوا تحت قيادة أخيه كرونوس (زحل).

 وتمثل السفينة الفضائية كاسيني أحد أكبر وأنجح المشروعات العلمية في التاريخ، إذ بلغت تكلفته أكثر من 3000 مليون دولار أمريكي. وقد تم إطلاق كاسيني إلى الفضاء صوب زحل في 15 أكتوبر 1997، ووصلت إلى الكوكب العملاق (قطره 120 ألف كم تقريبًا)، الذي يبعد عنا حوالي 1400 مليون كم، ودخلت في مدار حوله في 1 يوليو 2004، ومن المتوقع أن تستمر دراسة كاسيني لزحل حتى عام 2017.

المراجع:

     
NASA’s Photojournal

NASA’s Saturn Satellites Fact Sheet

أيمن محمد ابراهيم

أخصائي أول فلك