أعلنت وكالة الطيران والفضاء الأمريكية ناسا أن سفينتها الفضائية دونDawn (التسمية الإنجليزية تعني "الفجر") بدأت في الاقتراب من الكويكب المعروف باسم فيستا Vesta، من أجل الوصول إليه في 16 يوليو المقبل. (الكويكبات أجرام صخرية صغيرة، تدور حول الشمس.) وفيستا صغير الحجم بمقاييس أحجام الكواكب، إلا أنه من اكبر الكويكبات المعروفة، إذ يبلغ قطره حوالي 530 كم، ويدور حول الشمس بين كوكب المريخ وكوكب المشتري، في منطقة تشغلها ملايين من الكويكبات، تعرف باسم نطاق الكويكبات. ويعتبر الفلكيون أن فيستا كوكب أولي، أي أنه مقارب للكواكب في حجمه وخصائصه.
وفي بداية مرحلة الاقتراب من فيستا تحلق السفينة دون على بعد حوالي 1.21 مليون كم من فيستا، وهذا البعد مماثل لثلاثة أضعاف المسافة بين الأرض والقمر (400 ألف كم تقريبًا).وخلال الاقتراب، ستشغل دون محركها الأيوني، وهو نوع جديد وعالي الكفاءة من محركات السفن الفضائية، يولد الدفع بواسطة الكهرباء، عن طريق تأيين وتعجيل غاز الزينون. وهذا المحرك الأيوني دفعه أقل قوة من المحركات الصاروخية العادية، ولكن يتوقع أن يعمل بكفاءة لسنوات قادمة، في مهمة دون الطويلة، ويوفر للمركبة الفضائية قدرة أفضل على تغيير سرعتها من أجل المناورة في الفضاء.
وقد عبر كريستوفر راسل، الباحث الرئيس في برنامج دون، عن فرحته قائلاً: "نحن نشعر قليلاً مثل كولومبوس، وهو يقترب من سواحل العالم الجديد، وفريق دون ينتظر بفارغ الصبر بداية تصوير هذا العالم المجهول".
وسيحقق المحرك الأيوني لدون القدرة على بلوغ مدار فيستا حول الشمس، والدخول برفق في مدار حول فيستا. وعندما تصبح دون على بعد 16 ألف كم من فيستا، فإنها ستقع تحت تأثير جاذبية هذا الكويكب، وتأخذ مدارًا حوله.
وسوف يدرس العلماء الصور الدقيقة التي ستلتقطها دون في دورانها حول فيستا، بحثًا عن وجود أي أقمار لفيستا، وهو ما لم يثبت من خلال الصور التي التقطتها المراصد الأرضية، والتلسكوبات الفضائية التي تدور حول الأرض.
لقد بدأت دون رحلتها بين الكوكبية، التي يبلغ طولها الإجمالي 4.8 بليون كم، في 27 سبتمبر 2007، مع إطلاقها إلى الفضاء من قاعدة كيب كانافرال الجوية، في ولاية فلوريدا الأمريكية. وسوف تدور دون حول فيستا لمدة سنة، ثم تبدأ رحلة جديدة طويلة، إلى هدفها التالي، في نطاق الكويكبات، وهو الكوكب القزم سيريس (قطره 950 كم تقريبًا)، الذي يكبر فيستا حجمًا، لكي تصل إليه في عام 2015.
وفيستا وسيريس، وهما جرمان كبيران يدوران في نطاق الكويكبات، يتوقع أن تساعد دراستهما العلماء على حل الكثير من الألغاز المرتبطة بنشأة النظام الشمسي، وذلك لأن أجرام نطاق الكويكبات يعتقد أنها تحتفظ بشكل كبير بتركيبها الكيميائي الأولي، الذي كانت عليه عند تكونها. ولهذا فمن أهم أهداف الرحلة المقارنة والتمييز بين فيستا وسيريس، وستعمل الأجهزة العلمية على متن دون على دراسة تضاريسهما وتركيب ومكونات سطحيهما. وبالإضافة إلى ذلك، ستقوم دون بقياس جاذبية كل من سيريس وفيستا، من أجل معرفة تركيبهما الداخلي.
لمزيد من المعلومات عن مهمة دون، يرجى زيارة الموقعين التاليين على شبكة الإنترنت:-
http://www.nasa.gov/dawn
http://dawn.jpl.nasa.gov
المراجع:-
NASA
www.nasa.gov/
Wikipedia
أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك