صورة جديدة لنبتون
18 يوليه 2011


كوكب نبتون، العملاق الأزرق
صورتان من التلسكوب الفضائي الأمريكي "هبل" لكوكب نبتون، الكوكب الثامن، تبينان تغير منظر الكوكب مع دورانه السريع حول محوره.
صورة من: NASA, ESA and the Hubble Heritage Team (STScI/AURA)
 

تم اكتشاف كوكب نبتون، أبعد الكواكب عن الشمس، في 23 سبتمبر 1846. وفي مداره الواسع، يتم نبتون دورة حول الشمس كل 60190 يومًا أرضيًّا، أو ما يقرب من 165 سنة أرضية. وهذا يعني أنه في يوم 11 يوليو الجاري، أكمل نبتون أول دورة له حول الشمس، منذ اكتشافه. واحتفالاً بهذه المناسبة الفلكية النادرة، نشرت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا صورًا هامة لكوكب نبتون، التقطها التلسكوب الفضائي هبل، الذي يستكشف الكون من مدار حول الأرض، في شهر يونية 2011.
 
وقد تعرف الإنسان على خمسة كواكب منذ عصور ما قبل التاريخ، لأنها مرئية بالعين المجردة، هي عطارد، الزهرة، المريخ، المشتري، وزحل. وقد تأخر اكتشاف نبتون حتى القرن التاسع عشر، بسبب بعده وخفوت لمعانه.
 
ويعد اكتشاف نبتون من أروع الانجازات العلمية، لأنه تم التنبؤ، من خلال الحسابات الرياضية، بموقع الكوكب في السماء، قبل رصده خلال التلسكوب.
 
فبسبب تغيرات غير متوقعة في حركة كوكب يورانوس، الكوكب السابع، توصل الفلكي الفرنسي أليكسي بوفار (1767-1843) إلى احتمال وجود كوكب وراء مدار نبتون، تسبب جاذبيته اضطراب مدار يورانوس. وفي صيف عام 1846، بدأ فلكي فرنسي آخر، هو أوربان لو فرييه (1811-1877)، في دراسة حركة يورانوس، وتمكن من حساب موقع الكوكب المجهول بدقة. وقد تم اكتشاف نبتون في مرصد برلين، نتيجة لحسابات لو فرييه، وقد وجد نبتون قريبًا جدًّا من الموضع الذي حدده لو فرييه. ومن المثير، أن العالم الكبير جاليليو جاليلي (1564-1642)، الذي طور التلسكوب، واستخدمه في الأرصاد الفلكية، كان قد سجل نبتون بالفعل، في عام 1612م، إلا أنه أخطأ في التعرف عليه، وحسبه نجمًا.
 
ونبتون (قطره 49 ألف كم تقريبًا) كوكب عملاق يزيد قطره على قطر الأرض بحوالي أربع مرات، ويبعد عن الشمس 4500 مليون كم تقريبًا، أو حوالي 30 مرةً قدر المسافة المتوسطة بين الأرض والشمس. ويمتلك نبتون 13 قمرًا، وحوله حلقات رقيقة خافتة. ورغم ضخامته، يدور حول محوره كل 16 ساعةً.
 
واللون الأزرق الجميل، الذي يميز نبتون، يعود إلى وجود الميثان في جو نبتون، الكثيف، العاصف. وفي نبتون، تصل سرعة الرياح إلى 2000 كم/س. وبسبب بعده الشديد عن كوكبنا، فإنه يمكن، حتى من خلال أقوى التلسكوبات، مثل التلسكوب الفضائي هبل، تمييز معالم محدودة في نبتون، تعود إلى ظواهر جوية في الكوكب، الذي يظهر كقرص أزرق صغير.
 
وفي عام 1989، وصلت السفينة الفضائية الأمريكية فويجر 2 Voyager 2 (التسمية الإنجليزية تعني الرحالة أو البحار)، إلى كوكب نبتون، وحلقت بالقرب منه، وبلغت أقصر مسافة بينها وبين الكوكب حوالي 5000 كم فقط. وقد التقطت فويجر صورًا رائعة دقيقة لنبتون وأقماره.      

المراجع:-

Hubble Site
http://hubblesite.org/
NASA
www.nasa.gov/
The European Space Agency’s Hubble Website
Wikipedia


أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك
 
أجندة المركز
أخبار المركز

برنامج معرض مكتبة الإسكندرية للعلوم والهندسة 2023

اقرأ المزيد >>