صورة رقم (1)
صورة من الفضاء للعاصفة العملاقة، التي تدور في زحل، منذ عدة أشهر. تم التقاط الصورة بواسطة السفينة الفضائية كاسيني، التي تدور حول زحل.
صورة من: NASA/JPL-Caltech/Space Science Institute

 

نشرت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية ناسا حديثًا صورةً مذهلة لكوكب زحل (صورة رقم (1))، تم التقاطها بواسطة السفينة الفضائية كاسيني، التي تدور حول زحل. تبين الصورة العاصفة العملاقة، التي تهب في النصف الشمالي من زحل، منذ عدة أشهر، وتظهر في أعلى الصورة كتكوين أصفر اللون، يشبه ريشة طائر، تمتد أفقيًّا. كما يظهر في الصورة أيضًا ظلال حلقات زحل الرائعة، التي تبدو كأشرطة داكنة مائلة، عبر قرص الكوكب. 

 تم التقاط الصورة في يوم 25 فبراير 2011، بعد مرور ما يقرب من ثلاثة أشهر على بداية العاصفة، وفي ذلك الوقت، كانت سحب في العاصفة قد أصبحت تطوق زحل تمامًا، وتظهر في الصورة بلون أزرق خفيف.

وهذه العاصفة هي أكبر وأشد عاصفة يتم رصدها في زحل، خلال العقود الثلاثة الأخيرة. وقد وجد العلماء من مراقبتهم لهذه العاصفة أنها أكبر كثيرًا من العواصف التي رصدت في نصف زحل الجنوبي، بواسطة المركبة كاسيني. وهذه العاصفة تشع قدرًا كبيرًا من الموجات الراديوية، بسبب ومضات البرق القوية، التي تحدث في طبقات عميقة من غلاف زحل الجوي. وهذا البرق يتكون في سحب مائية، حيث يؤدي سقوط المطر والبرد إلى تكون شحنات كهربية.

 وهناك عواصف كبيرة حدثت في زحل من قبل، وتميزت بأنها بدت كبقع بيضاء كبيرة، تطفو في جو زحل، ولهذا تسمى "البقع البيضاء الكبيرة". وتحدث هذه العواصف عادة في فصل الصيف في نصف زحل الشمالي (طول السنة في زحل يبلغ 30 سنةً أرضيةً تقريبًا، ويستمر فصل الصيف في زحل لأكثر من سبع سنوات أرضية).
 
وما يحير العلماء بشدة هو ندرة حدوث العواصف في زحل. لماذا يختزن زحل كل هذه الطاقة في جوه لسنوات عديدة، ثم يحررها دفعة واحدة؟ وعلى النقيض، يتميز كوكب الأرض وكوكب المشتري، بكثرة العواصف فيهما، طوال فصول السنة.

وقد تم إنتاج الصورة رقم (1) من خلال دمج عدة صور التقطت بواسطة الكاميرا ذات الزاوية الواسعة على متن كاسيني، في مرشحات ضوئية متنوعة، من أجل إكساب الصورة الألوان الطبيعية. وقد كانت كاسيني تحلق على مسافة 2.2 مليون كم من زحل، فوق مستوى حلقات الكوكب بزاوية صغيرة، وقت التقاط الصورة.

المراجع:-

NASA’s Photojournal
Wikipedia

أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك