23 أغسطس 2011
صورة في الأشعة تحت الحمراء، بواسطة المرصد الأوروبي الجنوبي، تبين سديمًا (سحابة كونية) كبيرًا حول نجم عملاق، يعرف باسم منكب الجوزاء. والقرص الأسود في وسط الصورة يحجب جزءًا لامعًا منها حتى يتسنى رؤية السديم الأقل لمعانًا، بينما الدائرة الحمراء الصغيرة في مركز الصورة تمثل موقع منكب الجوزاء.
صورة من: ESO/P. Kervella
نشر المرصد الأوروبي الجنوبي، حديثًا صورةً مدهشةً لنجم عملاق، أحمر اللون، يفوق الشمس حجمًا، ويعرف باسم منكب الجوزاء Betelgeuse (التسمية الإنجليزية مأخوذة من تسمية عربية أخرى لهذا النجم، هي "إبط الجوزاء"). وتكشف الصورة لأول مرة عن وجود سديم (سحابة كونية) كبير متوهج حول منكب الجوزاء. ويعتقد أن هذا السديم، الذي يشبه ألسنةً من اللهب تندلع من منكب الجوزاء، قد نشأ نتيجةً لفقد منكب الجوزاء قدرًا كبيرًا من مادته الغازية إلى الفضاء.
تم التقاط الصورة بواسطة فريق من الفلكيين، باستخدام التلسكوب الضخم، التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي، ويعرف اصطلاحًا باسم VLT (التسمية VLT اختصار للتسمية الإنجليزية Very Large Telescope، وتعني التلسكوب الكبير جدًّا). والمرصد الأوروبي الجنوبي منظمة دولية للأبحاث الفلكية، يتألف من 14 دولة أوروبية بالاشتراك مع البرازيل.
ويصنف منكب الجوزاء كنجم فوق عملاق supergiant، فهو ينتمي لطائفة أكبر النجوم حجمًا، وهو أحد ألمع النجوم التي يمكن أن تراها العين المجردة، ويقع في كوكبة الجوزاء التي تتألق نجومها في سماء الشتاء. ومنكب الجوزاء قطره أكبر من قطر الشمس بأكثر من ألف مرة، وتقدر كتلته بحوالي 20 مرةً قدر كتلة الشمس. والسديم المحيط بمنكب الجوزاء يمتد في الفضاء لأكثر من 60 بليون كم، ولا يمكن رصده في الضوء المنظور، لأن ضوء منكب الجوزاء الساطع يطغى عليه، ولكن يمكن تصويره في الأشعة تحت الحمراء.
وعندما يتقدم نجم منخفض أو متوسط الكتلة في العمر، وينضب وقوده من غاز الهيدروجين، يتمدد حجمه بشدة، وتنخفض درجة حرارته، فيصبح لونه أحمرًا (النجوم الحمراء هي أقل النجوم حرارةً، وتبلغ درجات حرارتها حوالي 3500 درجة مئوية)، ويسمى النجم في هذه الحالة العملاق الأحمر، ثم يلفظ غلافه الغازي إلى الفضاء، فينكشف قلبه، ويبدأ في الأفول. أما النجوم ذات الكتلة الكبيرة، عندما تصل إلى المراحل الأخيرة من عمرها، فيزيد حجمها بدرجة أكبر من العمالقة الحمر، ولهذا تسمى فوق العملاقة. ووفقًا لنظريات علم الفلك، فإن الشمس (نجم منخفض الكتلة) سوف تتحول إلى عملاق أحمر، بعد ما يقدر بنحو 5 آلاف مليون سنة.
ومن الجدير بالذكر أن التلسكوب VLT يتكون من أربعة تلسكوبات كبيرة، قطر مرآة كل منها 8.2 م، وأربعة تلسكوبات قطر مرآة كل منها 1.8 م، وبتطبيق تقنيات بصرية متطورة، تستطيع هذه التلسكوبات أن تعمل معًا كتلسكوب واحد "كبير جدًّا". يقع تلسكوب VLT فوق قمة جبل بارانال Paranal Mountain، في تشيلي، الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 2600 م.
المراجع:-
The Flames of Betelgeuse, ESO’s Website
Wikipedia
أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك