8 سبتمبر 2011
صورة لمجرتين متألقتين، تعرفان باسم "العينان"، لشبههما بعينين متوهجتين في الفضاء. تفصل بين المجرتين مسافة تقدر بحوالي 100 ألف سنة ضوئية، وبعدهما عن الأرض يبلغ 50 مليون سنةً ضوئيةً تقريبًا. تم التقاط الصورة بواسطة التلسكوب العملاق، المعروف اصطلاحًا باسم التلسكوب الكبير جدًّا، التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي، وهي الصورة الأولى في برنامج تعليمي للمرصد الأوروبي الجنوبي، يهدف إلى التواصل مع الجمهور، ويسمى جواهر كونية.
صورة من: ESO
نشر المرصد الأوروبي الجنوبي، وهو هيئة دولية كبيرة للبحوث الفلكية، صورةً مدهشةً لمجرتين رائعتين، تعرفان باسم "العينان"، لأنهما تشبهان عينين تلمعان في الفضاء. تم التقاط الصورة بواسطة التلسكوب الكبير جدًّا Very Large Telescope، وهو أحد أكبر المراصد الفلكية في العالم، ويتبع المرصد الأوروبي الجنوبي. تبعد العينان حوالي 50 مليون سنةً ضوئيةً عن الأرض، أي أنهما قريبتان منا بمقاييس الأبعاد الكونية الشاسعة، وتفصل بينهما مسافة تقدر بحوالي 100 ألف سنة ضوئية، أي مسافة مقاربة لعرض مجرتنا، مجرة درب التبانة.
ويُعتقد أن المجرة الكبرى من العينان، التي تسمى اصطلاحًا NGC 4438، كانت مجرة حلزونية، إلا أن شكلها تشوه بفعل تصادماتها الماضية مع مجرات أخرى، في فترة تقدر بعدة مئات من ملايين السنين مضت، أي في فترة حديثة بالقياس إلى عمر الكون، الذي يقدر بنحو 14 بليون سنة ضوئية.
والمجرة الصغرى، التي تسمى اصطلاحًا NGC 4435، وتظهر في أسفل يمين الصورة، تكاد تخلو من سحب الغاز والغبار الكوني، وهي المادة الخام الكونية، التي تتكون منها النجوم، على النقيض من المجرة NGC 4438، التي تظهر فيها سحب من الغبار الداكن المعتم، ونجوم حديثة التكوين أسفل مركزها، وأيضًا سحب من الغاز تمتد حتى حواف الصورة.
وأحد التفسيرات المحتملة لتشوه المجرة NGC 4438 هو اقترابها من رفيقتها NGC 4435، عندما تناقصت المسافة بينهما إلى 16 ألف سنة ضوئية، منذ حوالي 100 مليون سنة. وقد تأثرت المجرة الصغرى بدرجة أكبر خلال هذه المواجهة، فقوى الجاذبية بين المجرتين أدت إلى انتزاع مادة من المجرة الكبرى، وإلى اختزال كتلة المجرة الصغرى، وإزالة معظم الغاز والغبار منها.
وهناك احتمالية أخرى، وهي أن مجرة عملاقة، تعرف اصطلاحًا باسم M 86 (لا تظهر في هذه الصورة)، وتقع قريبًا من مجرتي العينان، قد تصادمت في الماضي مع المجرة NGC 4438. ويؤيد هذه الاحتمالية وجود سحب من غاز الهيدروجين تصل بين هاتين المجرتين.
ومن المثير أنه من المتوقع أن تتصادم مجرة درب التبانة، مع جارتها الكبيرة، التي تقترب منها، وهي مجرة المرأة المسلسلة (اسم هذه المجرة نسبة لمجموعة نجوم المرأة المسلسلة Andromeda، التي ترى هذه المجرة في خلفية نجومها)، بعد ما يقدر بحوالي 3 إلى 4 بلايين سنة.
والمجرة M 86 والعينان تنتمي إلى حشد ضخم من المجرات، تترابط معًا بقوة الجاذبية، ويعرف باسم حشد العذراء Virgo Cluster، (لأن هذه المجرات ترى في السماء في خلفية نجوم كوكبة العذراء Virgo)، ويتألف من أكثر من ألف مجرة. وفي الحشود المجرية تكون المجرات أكثر عرضةً للتصادم، بسبب قرب المسافات بينها.
المراجع:-
ESO Press Release
Wikipedia
أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك