صورة من: NASA/Ames/Dana Berry.
في 17 أبريل 2014م، أكد الخبراء في مركز آميز للأبحاث، التابع لوكالة الفضاء الأمريكية، ناسا، من سقوط المركبة الفضائية لادي على سطح القمر، وفقًا لخطة مقررة. وقد كانت المركبة لادي تدرس القمر، من مدار حوله (الاسم لادي اختصار للتسمية الإنجليزية، التي تعني استكشاف جو وغبار القمر).
ولقد عانت المركبة لادي من نقص الوقود اللازم للبقاء في مدارها حول القمر، أو مواصلة العمليات العلمية، فتداعى مدارها تلقائيًّا، عقب انتهاء مهمتها العلمية، التي جرت على ارتفاع منخفض، فوق سطح القمر.
ويعتقد العلماء أن لادي ارتفعت درجة حرارتها عدة مئات من الدرجات، وتحطمت، وربما تبخرت تمامًا، خلال ارتطامها بالقمر، وأن أي بقايا منها ستكون مدفونةً في حُفر صغيرة.
ويصف ريك إلفيك، أحد العلماء ببرنامج لادي، شدة سقوط لادي قائلاً: "في وقت الاصطدام، كانت لادي تتحرك بسرعة 3600 ميل/س، أو حوالي ثلاث مرات قدر سرعة طلقة من بندقية عالية القدرة".
وفي مطلع شهر أبريل الجاري، تم تغيير مدار لادي؛ لأجل تخفيض ارتفاع أقرب نقطة لها من القمر، وهو ما وضع لادي في مدار جديد يحملها إلى ارتفاعات منخفضة جدًّا، تبلغ أقل من 2 كم، فوق سطح القمر، ومكن العلماء من جمع بيانات علمية قيمة.
وفي يوم 11 أبريل الجاري، تم عمل تعديل أخير لمدار لادي؛ لكي تتبع مسارًا يجعلها تصطدم بالجانب البعيد من القمر، الذي لا يُرى من الأرض، وفي موضع بعيد عن مواقع هبوط المركبات الفضائية التي زارت القمر سابقًا. ومن الجدير بالذكر أن لادي، التي تعمل بالطاقة الشمسية، قد مر عليها الخسوف القمري الأخير، في يوم 15 أبريل الجاري، الذي أدى إلى انخفاض ضوء الشمس ودرجة الحرارة، عندما عبرت لادي خلال ظل الأرض المظلم، الهائل الامتداد، بسلام، ودون أعطال.
وقد انطلقت لادي إلى القمر في 7 سبتمبر 2013م، من محطة والوبس الجوية، التابعة لوكالة ناسا، ودخلت في مدار حول القمر، في 6 أكتوبر 2013م، ثم بدأت مهمتها في جمع البيانات العلمية عن القمر، في 10 نوفمبر 2013م. وفي 20 نوفمبر 2013م، عدلت لادي مدارها القمري؛ لتدور فوق خط استواء القمر، وقد تم تمديد عمل لادي في مارس 2014م؛ نتيجة لنجاحها في المرحلة الأساسية من مهمتها، التي استغرقت 100 يوم.
وقد تمكنت لادي من جمع معلومات مفصلة عن تركيب ومكونات الغلاف الجوي القمري الرقيق. وبالإضافة إلى ذلك، يأمل العلماء في الاستفادة من بيانات لادي؛ للإجابة عن سؤال هام ومشوق، وهو: هل كان غبار القمر، المشحون كهربيًّا بفعل إشعاع الشمس، هو سبب الوهج الذي كان يُرى فوق أفق القمر قبل شروق الشمس، خلال بعض رحلات أبولو إلى القمر؟ ومن المتوقع أن تحقق المعلومات التي وفرتها رحلة لادي إلى فهم أفضل للعديد من أجرام النظام الشمسي، مثل كوكب عطارد، الذي يحمل شبهًا واضحًا بالقمر، وبعض الكويكبات الكبيرة، وأقمار الكواكب الخارجية.
المراجع
NASA
www.nasa.gov/
LADEE Mission Website
http://www.nasa.gov/ladee
Wikipedia
أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك