صورة من التلسكوب الفضائي هبل، التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، للمجرة المعروفة اصطلاحًا باسم NGC 4485. ومن المثير أن هذه المجرة شكلها مشوه؛ بسبب تأثير قوة جاذبية مجرة أخرى، أكبر حجمًا، مرت على مسافة قريبة منها.
صورة من: ESA/Hubble & NASA, Acknowledgement: Kathy van Pelt.
رغم المسافات الشاسعة التي تفصل بين المجرات، فإن بعض المجرات، التي تتواجد معًا في مجموعات صغيرة أو حشود ضخمة، تتفاعل، أي تؤثر على بعضها البعض، بواسطة قوة الجاذبية، بل وتتصادم أحيانًا؛ لتندمج في النهاية، مكونةً مجرةً واحدةً عملاقةً. ولحوادث التفاعل والتصادم بين المجرات دور هام في تطور الكون؛ لأنها تغير من طبيعة وتكوين وتطور المجرات التي تكون طرفًا في هذه المواجهات.
وقد نشرت وكالة الفضاء الأمريكية، ناسا، حديثًا صورةً رائعةً (صورة رقم (1))، التقطها التلسكوب الفضائي هبل، وهو مرصد فلكي متطور، يستكشف الكون من مدار حول الأرض، لمجرة صغيرة وعجيبة، تُعْرف اصطلاحًا باسم NGC 4485. وهذه المجرة تُصَنف ضمن المجرات غير المنتظمة، وهي مجرات صغيرة، لا تأخذ شكلاً محددًا، كأنواع المجرات الأخرى، مثل المجرات الحلزونية، والمجرات البيضاوية.
وفي الأصل، كانت المجرةNGC 4485 مجرةً حلزونيةً، ولكن، عندما اقتربت منها مجرة حلزونية أخرى، أكبر حجمًا، تُعْرف باسم NGC 4490، تشوهت هاتان المجرتان بفعل قوة الجاذبية، وتحولتا إلى مجرتين غير منتظمتين، كما أدى التفاعل بينهما إلى سحب جزء من مادة المجرة NGC 4485 إلى الفضاء؛ ليتكون جسر من النجوم اللامعة، يربط بينها وبين رفيقتها NGC 4490، التي تتحرك حاليًا مبتعدةً عنها، بعد أن مرت أشد مراحل المواجهة بينهما.
ويبلغ طول جسر النجوم بين NGC 4485 و NGC 4490 نحو 24 ألف سنةً ضوئيةً، وكثير من النجوم في هذا الجسر لم يكن ليتكون بدون التفاعل بين المجرتين. فعندما تتفاعل (تتقارب) المجرات، ينتشر بينها غاز الهيدروجين، وهو المادة الخام والمكون الأساس اللازم لميلاد النجوم، مما يؤدي إلى انطلاق عملية نشطة لتكون النجوم، تُسمى اصطلاحًا انفجار نجمي. وفي الصورة رقم (1) نرى بقعًا مضيئةً، برتقالية اللون، هي سحب ضخمة من الغاز والغبار الكوني، تُولد فيها النجوم الجديدة بمعدلات عالية.
المراجع
NASA
www.nasa.gov/
HST Websites
http://hubblesite.org/
www.spacetelescope.org/