رسم توضيحي يُبَيِّن الكوكب القزم بلوتو وأكبر أقماره، المعروف باسم كارون، كما يظهران في سماء أحد أقمار بلوتو الأخرى الصغيرة.
صورة من: NASA, ESA and G. Bacon.
الكوكب القزم بلوتو عالم جليدي صغير (قطره 2300 كم)، شديد البُعْد، فالمسافة بينه وبين الشمس لا تقل عن 4.4 بلايين كم، أو نحو 30 مرةً قدر متوسط المسافة بين الأرض والشمس (149.6 مليون كم). ويمتلك بلوتو عائلةً من خمسة أقمار، وهذا عدد كبير من التوابع بالنسبة لكوكب قزم. وفي دراسة جديدة ، تمت برعاية وكالة الفضاء الأمريكية، ناسا، استنتج فريق من الباحثين أن القمر كارون، أكبر أقمار بلوتو، الذي يبلغ قطره 1200 كم، ربما كان في الماضي يخفي طبقةً كبيرةً من الماء السائل، تحت سطحه الجليدي.
ووفقًا لهذه الدراسة، في حالة ثبوت أن سطح كارون الجليدي كان مشققًا، فإن دراسة هذه الشقوق السطحية يمكن أن تُظهر أن باطن كارون كان دافئًا، وربما دافئًا بدرجة كافية؛ لوجود محيط من المياه الجوفية.
ومن المثير أن هناك بعض الأقمار التابعة للكواكب الغازية العملاقة، مثل القمر يوروبا، قمر كوكب المشتري، والقمر إنسيلادوس، قمر كوكب زحل (ملحوظة: معظم أسماء الأقمار في النظام الشمسي مأخوذة من الأساطير القديمة، وخاصةً الأساطير الإغريقية والرومانية)، تنتشر الشقوق على سطوحها، ما يدل على وجود محيطات جوفية فيها.
وفي حالة كارون، يستنتج الباحثون أن مدار كارون حول بلوتو كان في الماضي بيضاويًّا بدرجة كبيرة، وليس دائريًّا، ونتيجةً لتأثير جاذبية بلوتو على كارون؛ ارتفعت درجة حرارة باطنه، وتشقق سطحه. ومن المدهش أن كتلة كارون تبلغ ثُمن كتلة بلوتو، وهذه نسبة مرتفعة جدًّا، بالمقارنة بالأقمار الأخرى في النظام الشمسي، فمثلاً، كتلة الأرض أكبر من كتلة القمر 81 مرةً، وكتلة المشتري، أكبر الكواكب، تفوق كتلة أكبر أقماره آلاف المرات.
ومن الصعب رصد بلوتو بوضوح من الأرض؛ بسبب بُعْده الهائل، وصغر حجمه، إلا أن العلماء ينتظرون بفارغ الصبر وصول السفينة الفضائية الأمريكية نيوهورايزونس (آفاق جديدة) إلى بلوتو في شهر يوليو 2015م؛ لتكون أول مسبار يستكشف هذا القزم الغامض وأقماره عن قرب.
المراجع
NASA
www.nasa.gov/
New Horizons
http://www.nasa.gov/mission_pages/newhorizons/main/
Wikipedia