رصد عاصفة جديدة في جو المشتري المضطرب
22 مايو 2008

 

تبين الصورة ظهور عاصفة جديدة في جو كوكب المشتري، أكبر كواكب النظام الشمسي. تبدو هذه العاصفة كبقعة حمراء مستديرة، في يسار الصورة، كما يظهر في الصورة أيضًا البقعة الحمراء الكبيرة، إلى اليمين من مركز الصورة، والبقعة الحمراء الصغيرة، أسفل يسار الصورة، وهما عاصفتان هائلتان في جو المشتري. تم التقاط الصورة بواسطة التلسكوب الفضائي الأمريكي "هبل".


 سجل التلسكوب الفضائي الأمريكي "هبل" تطور عاصفة قوية في جو المشتري، أكبر الكواكب، الذي يتميز بأحزمة ملونة من السحب الكثيفة، تغلف الكوكب تمامًا، وتطفو في جو مضطرب عاصف، تكثر فيه العواصف العملاقة. تبدو العاصفة كبقعة حمراء، بالقرب من العاصفة العملاقة الشهيرة، والمعروفة باسم البقعة الحمراء الكبيرة، وذلك بسبب لونها الأحمر، وضخامتها، وتظهر إلى اليمين من مركز الصورة، وعاصفة ضخمة أخرى، ولكنها أصغر من البقعة الحمراء الكبيرة، وتعرف باسم البقعة الحمراء الصغيرة، وتظهر في أسفل يسار الصورة .


 والبقعة الحمراء الجديدة كانت في نشأتها بيضاء اللون، وبيضاوية الشكل، إلا أن لونها تغير إلى الأحمر. وهذا التغير في اللون يدل على أن السحب المضطرمة في العاصفة  تصعد في جو المشتري إلى ارتفاعات مماثلة لارتفاعات السحب في البقعة الحمراء الكبيرة. ويعتقد الفلكيون أن اللون المميز للعواصف الحمراء الثلاثة في المشتري ربما يعود إلى قوة هذه العواصف، التي تعمل على رفع مكونات السحب الأكثر عمقًا إلى طبقات جوية أعلى، فيتغير لونها إلى الأحمر، بسبب تأثير الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس.


 والتحليل الدقيق لأرصاد الضوء المنظور، التي أجراها التلسكوب "هبل" للمشتري في يومي 9 مايو و10 مايو الجاري، وكذلك لأرصاد المشتري في الأشعة تحت الحمراء بواسطة تلسكوب أرضي متطور، في يوم 11 مايو الجاري، يبين الارتفاعات النسبية لطبقات السحب العليا في العواصف الحمراء الثلاثة. ولأن هذه العواصف الحمراء تبدو لامعة في الأشعة تحت الحمراء، فمن المعتقد أنها تقع فوق طبقة عوالق الميثان في الغلاف الجوي للمشتري، التي تعمل على امتصاص الأشعة تحت الحمراء الصادرة من الشمس، ولهذا تبدو داكنة في صور الأشعة تحت الحمراء.


 ولمدة تزيد على عامين، كان الفلكيون يراقبون العواصف والاضطرابات الجوية في المشتري، وتبين صور "هبل" وصور مرصد أرضي عملاق، هو مرصد "كيك"، في هاواي، وجود تغيرات حادة في حزمة السحاب حول البقعة الحمراء الكبيرة. ومنذ ما يزيد قليلاً على عام واحد، كانت هذه الحزمة من السحاب هادئة، وقليلة المعالم، والآن تظهر اضطرابًًا شديدًا على جانبي البقعة الحمراء الكبيرة.


 وقد تم رصد البقعة الحمراء الكبيرة لما لا يقل عن مائتي عام، وهناك أرصاد تعود إلى القرن السابع عشر، يعتقد بأنها أيضًا تسجل هذه العاصفة الجبارة، التي يزيد حجمها على ضعف حجم الأرض. أما البقعة الحمراء الصغيرة فقد ظهرت في ربيع عام 2006.
 وإذا استمرت البقعة الحمراء الكبيرة والبقعة الجديدة في نفس اتجاهي حركتيهما، فمن المتوقع أن تتقابلا في أغسطس 2008، وقد تمتص العاصفة الكبيرة العاصفة الصغيرة، أو تدفعها بعيدًا عنها.

  
وتعزز الصور الحديثة الافتراض الذي طرحه الباحث "فيل ماركوس" (أستاذ الهندسة الميكانيكية في "بيركلي"، بجامعة كاليفورنيا) في عام 2004 أن كوكب المشتري يمر بفترة تغيرات مناخية. ومن المحتمل أن درجات حرارة الكوكب تتغير بمقدار 15 إلى 20 درجة فهرنهايت، وتزداد درجة حرارة المنطقة الاستوائية للكوكب العملاق، ولكن الجو يزداد برودة بالقرب من قطبه الجنوبي. وقد تنبأ "ماركوس" بأن تغيرات مناخية كبيرة ستؤدي إلى نشوء عواصف جديدة في المشتري.

 
لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة المواقع التالية على شبكة الانترنت:-
New Red Spot Appears on Jupiter
http://hubblesite.org/newscenter/archive/releases/2008/23/image/a/
Hubble Catches Jupiter Changing Its Stripes 
http://hubblesite.org/newscenter/archive/releases/2007/25/
Hubble Snaps Baby Pictures of Jupiter's "Red Spot Jr."
http://hubblesite.org/newscenter/archive/releases/2006/19/
Jupiter
http://www.nineplanets.org/jupiter.html
Hubble Site
http://hubblesite.org/
أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك   


 
أجندة المركز
أخبار المركز

برنامج معرض مكتبة الإسكندرية للعلوم والهندسة 2023

اقرأ المزيد >>