12 يونيو 2008
رسم توضيحي يبين التلسكوب الأمريكي "جلاست"، الذي يرصد الكون في أشعة جاما ذات الطاقة العالية
صورة من: NASA
في 11 يونية 2008، أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بنجاح المرصد الفضائي الجديد المعروف اختصارًا باسم "جلاست" GLAST، وهو مرصد متطور، يرصد الكون في أشعة جاما، أعلى الإشعاعات الكهرومغناطيسة طاقةً. تم الإطلاق على متن الصاروخ القوي "دلتا 2"، من مركز كينيدي الفضائي في ولاية فلوريدا الأمريكية.
ويدور الآن "جلاست" حول الأرض في مدار دائري، يبلغ قطره 560 كم تقريبًا، وقد تمكن العلماء من تشغيل مولدات الطاقة الشمسية الخاصة بالمرصد "جلاست"، الذي أصبح جاهزًا لبدء مهمته العلمية. ومن أهم أهداف برنامج "جلاست" هو رصد ظواهر كونية عنيفة، مثل انفجارات أشعة جاما، التي يصطلح على تسميتها اختصارًا GRBs، وهي انفجارات هائلة، تحدث في مجرات بعيدة شديدة اللمعان، ويرجح أن أغلبها يكون بسبب انفجار نجم عملاق.
رسم توضيحي يبين انفجارًا في قلب مجرة نشطة
صورة من: NASA
ويتوقع العلماء أن تؤدي أرصاد "جلاست" إلى أدلة جديدة تقودنا لفهم أفضل للمادة المظلمة، وهي صورة غامضة من المادة، يفترض الفلكيون وجودها، ولكن لا يمكن رؤيتها حتى الآن، فهي لا تشع أي إشعاع، ولا تتفاعل مع أي نوع من الإشعاع، ويمكن فقط الاستدلال على وجودها من خلال تأثير جاذبيتها على الأجرام المرئية القريبة منها. والنظريات الحديثة في علم الكوزمولوجيا (علم الكونيات)، وهو علم يختص بدراسة نشأة وتركيب وتطور الكون، توصلت إلى أن المادة المظلمة تمثل 90 % من كتلة الكون الإجمالية.
وتعد مهمة "جلاست" مهمة تاريخية، إذ أنه أول مرصد فضائي يمكن أن يقوم بمسح كامل للسماء في أشعة جاما، التي يحجبها الغلاف الجوي عنا، ويحمينا من آثارها الخطيرة، فلا يمكن تصوير الأجرام الكونية في أشعة جاما إلا من الفضاء. لهذا، فمن المتوقع أن يقدم "جلاست" فرصة غير مسبوقة للعلماء، كي يراقبوا الكون في أشعة جاما، برصد آلاف من الأجرام النشطة، مثل الثقوب السوداء الضخمة، التي تقبع في قلب المجرات اللامعة.
لمزيد من الإطلاع، يرجى زيارة الموقعين التاليين، على شبكة الإنترنت:-
NASA
www.nasa.gov/
GLAST:
http://www.nasa.gov/mission_pages/GLAST/main/index.html
أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك