عنقود كبير من المجرات البراقة
15 يونيو 2008

 

 

صورة رقم (1)
صورة لحشد من المجرات، يعرف باسم "حشد ذات الشعور"، لأنه يرى بين نجوم كوكبة "ذات الشعور". تم التقاط الصورة بواسطة تلسكوب "ناسا" الفضائي "هبل"
صورة من: NASA, ESA, and the Hubble Heritage Team (STScI/AURA)

 

 

نشرت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" صورة رائعة لحشد عملاق من المجرات، يعرف باسم "حشد ذات الشعور"، لأنه يقع في خلفية نجوم كوكبة "ذات الشعور" Coma Berenices. والحشد المجري مجموعة ضخمة من المجرات، تترابط معًا بقوى الجاذبية المتبادلة. تم التقاط الصورة بواسطة الكاميرا المتطورة ACS على متن التلسكوب الفضائي "هبل"، وتبين الصورة جزءًا اتساعه عدة ملايين من السنين الضوئية، من حشد ذات الشعور، الذي يشغل حيزًا كرويًّا شاسعًا، يربو قطره على عشرين مليون سنةً ضوئية.


 (ملحوظة: السنة الضوئية وحدة من وحدات قياس المسافات في علم الفلك، وتساوي تقريبًا 10 آلاف بليون كم.)
ويبلغ بعد حشد ذات الشعور عن الأرض أكثر من 300 مليون سنة ضوئية، ويتميز بأنه يقع في السماء بعيدًا من مستوى مجرة الطريق اللبني، وهو ما يسهل رصده ودراسته بوضوح كبير، وذلك لبعده عن سحب الغاز والغبار الكوني في مجرتنا، التي تشوش رؤية الأجرام القريبة من مستوى المجرة.


 وأغلب المجرات الموجودة في الجزء الأوسط من حشد ذات الشعور من المجرات البيضاوية (بيضاوية الشكل)، وهي تتوهج ككرات أو بيضات من الضوء الباهت، ولونها أصفر داكن، لأن أغلب نجومها نجوم مسنة، بلغت مرحلة متأخرة من تطورها، فتمدد حجمها، وأصبح لونها أحمراً. كذلك يوجد في حشد ذات الشعور عدد كبير من المجرات البيضاوية العملاقة، والقزمة، على السواء، وبعض من المجرات البيضاوية العملاقة يحتوي على آلاف البلايين من النجوم، في حين أن تقدير عدد النجوم في مجرتنا يتراوح بين 200 بليون و400 بليون.

وهناك عديد من المجرات الحلزونية في حشد ذات الشعور، وتتواجد على مسافات أبعد من مركز الحشد. وفي هذه المجرات الحلزونية تحدث عمليات تكون للنجوم في سحب الغاز والغبار. والمجرات الحلزونية تتميز بوجود سحب الغاز والغبار والنجوم فيها في أذرع حلزونية، تلتف خارجةً من مركز المجرة، وألوانها خلابة، وفي هذه الصورة تشع المجرات الحلزونية ضوءًا أبيضًا يميل إلى الزرقة.

صورة رقم (2)
رسم توضيحي يبين أربعة أنواع من المجرات، وفقًا لتصنيف الفلكي الأمريكي الكبير "إدوين هبل"، الذي يسمى التلسكوب الفضائي "هبل" باسمه. في هذه الصورة نرى المجرات البيضاوية ellipticals، التي تختلف درجات تفلطحها، من أشكال قريبة من الكرة، إلى أشكال بيضاوية كبيرة الاستطالة، والمجرات الحلزونية spirals بنوعيها، المجرات الحلزونية العادية والمجرات الحلزونية ذات الشريط، والمجرات عدسية الشكل.


صورة من: NASA/ESA


 ومن المثير أن حشد ذات الشعور يحتوي على نوع جميل وغريب من المجرات، وهو المجرات العدسية، التي تشبه العدسات في شكلها، وتسمى اصطلاحًا مجرات S0. والمجرات العدسية تتشابه في خصائصها مع المجرات الحلزونية والمجرات البيضاوية معًا. فمثل المجرات البيضاوية، يكون معظم النجوم في المجرات العدسية من النجوم الحمراء، ذات الأعمار الكبيرة، وعمليات تكون النجوم فيها تبدو منعدمة، أو محدودة. وتتشابه المجرات العدسية مع المجرات الحلزونية في أن أغلب النجوم تتواجد في قرص كبير يحيط بمركز المجرة.


 وفي عام 1936، ابتكر "إدوين هبل" تصنيفًا لأشكال المجرات، يعرف باسم "شوكة هبل الرنانة" (صورة رقم (2))، وذلك بسبب شكله الذي يشبه الشوكة الرنانة، التي يستخدمها الأطباء في الكشف على القدرة على السمع، وتستخدم أيضًا في تجارب معملية متنوعة. ويشتمل تصنيف "هبل" على ثلاثة أنواع من المجرات: المجرات البيضاوية، والمجرات الحلزونية، التي تتفرع إلى نوعان، والمجرات العدسية. كما يوجد نوع رابع من المجرات، وهي المجرات غير المنتظمة، التي ليس لها شكل محدد، وأحجامها صغيرة.


لمزيد من الإطلاع، يرجى زيارة موقعي التلسكوب الفضائي "هبل" على شبكة الإنترنت:-


http://hubblesite.org/
www.spacetelescope.org/

 
أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك

  
أجندة المركز
أخبار المركز

برنامج معرض مكتبة الإسكندرية للعلوم والهندسة 2023

اقرأ المزيد >>