في دراسة حديثة لتضاريس المريخ، بناءًا على بيانات من سفينتين فضائيتين، تدرسان كوكب المريخ عن قرب، تم اكتشاف أكبر فوهة نيزكية، أي حفرة عملاقة، نتجت من اصطدام نيزك أو كويكب بسطح المريخ، في النظام الشمسي حتى الآن.

 لقد تم الحصول على قياسات هامة لارتفاعات التضاريس ومجال الجاذبية للمريخ، تمت بواسطة السفينتين الفضائيتين الأمريكيتين المعروفتين اصطلاحًا باسم MRO و MGS على الترتيب. وبالاستفادة من هذه البيانات، يحاول العلماء الإجابة على أحد أكبر الألغاز في النظام الشمسي، وهو لماذا يوجد تباين في أنواع التضاريس بين نصف المريخ الشمالي ونصف المريخ الجنوبي، وقد أثار اكتشاف الفوهة النيزكية العملاقة اهتمام ودهشة العلماء بشدة.

 فمنذ أن بدأ العلماء يحصلون على صور دقيقة لسطح المريخ، بواسطة السفن الفضائية الأمريكية، التي زارت الكوكب الأحمر في سبعينيات القرن العشرين، أصبح تباين تضاريس المريخ لغزًا كبيرًا. وأهم التفسيرات التي توصل إليها العلماء لفهم تكوين تضاريس المريخ هو حدوث اصطدام جرم كبير بسطح المريخ منذ فترة بعيدة، أو وجود عملية طبيعية تحت سطح المريخ، تؤثر على طبقات الصخور المنصهرة في باطن المريخ.

 ونظرية الاصطدام، التي صيغت في عام 1984، لم تلق قبولاً واسعًا في ذلك الوقت، وذلك لأن شكل الفوهة العملاقة ليس مستديرًا، كما هو متوقع عادةً، ولكن البيانات الحديثة بدأت تقدم أدلة قوية تدعم نظرية الاصطدام، لكنها لا تبرهن عليها بشكل حاسم.

لقد بينت البيانات الحديثة أن هناك حوضًا ضخمًا في النصف الشمالي للمريخ، يعرف باسم "الحوض الشمالي"، وقد نتج عن اصطدام جرم كبير بسطح المريخ، في حقبة مبكرة من تاريخ النظام الشمسي. ويبلغ اتساع الحوض الشمالي أكثر من ثمانية آلاف كم، وهو بذلك أكبر بنحو أربع مرات من ثاني أكبر حوض اصطدامي معروف، وهو حوض موجود أيضًا في المريخ، في النصف الجنوبي من الكوكب، ويبلغ اتساعه حوالي 2000 كم.

وفي دراسة مرتبطة، تشير الحسابات إلى أن الجرم الذي اصطدم بالمريخ وتسبب في تكون الحوض الشمالي كان قطره حوالي 2000 كم، أي أنه مقارب في حجمه للكوكب القزم بلوتو. ويرى "مايكل ماير"، الباحث الرئيس في دراسات المريخ في وكالة "ناسا" أن هذا الاكتشاف مذهل، وسيفيد كثيرًا في فهمنا لتطور المريخ، وتطور كوكب الأرض أيضًا.

لمزيد من الإطلاع، يرجى زيارة الموقع التالي على شبكة الإنترنت:-

MRO
http://www.nasa.gov/mission_pages/MRO/main/index.html
أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك