المجرة الرائعة M81
2 يوليه 2008

 

 

صورة في أطوال موجية متعددة للمجرة الجملية M81
تم تكوين هذه الصورة باستخدام الكمبيوتر، عن طريق دمج عدة صور للمجرة M81 في الضوء المنظور، والأشعة فوق البنفسجية، والأشعة تحت الحمراء، والأشعة السينية (أشعة إكس). تم التقاط جميع هذه الصور بواسطة مراصد فضائية.
صورة من:
 NASA/CXC/Wisconsin/D.Pooley & CfA/A.Zezas; Optical: NASA/ESA/CfA/A.Zezas; UV: NASA/JPL-Caltech/CfA/J.Huchra et al.; IR: NASA/JPL-Caltech/CfA

 

نشرت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" حديثًا صورة رائعة للمجرة الجميلة M81، التي تبعد عن كوكبنا حوالي 12 مليون سنة ضوئية، وهي – بالمقاييس الكونية – من أقرب المجرات المعروفة. تم إنتاج هذه الصورة باستخدام الكمبيوتر، عن طريق دمج عدة صور للمجرة M81، في الضوء المنظور، والأشعة فوق البنفسجية، والأشعة تحت الحمراء، والأشعة السينية (أشعة إكس). وقد التقطت هذه الصور الدقيقة بواسطة تلسكوبات فضائية، ترصد الكون من مدارات مختلفة.


 التقطت صورة الضوء المنظور بواسطة التلسكوب الفضائي الأمريكي-الأوروبي "هبل"، الذي يدور حول الأرض على ارتفاع حوالي 600 كم، والتقطت صورة الأشعة فوق البنفسجية بواسطة التلسكوب المتخصص في رصد المجرات "جاليكس"، الذي يرصد الكون من مدار يبلغ ارتفاعه 700 كم تقريبًا. بينما التقطت صورة الأشعة تحت الحمراء من التلسكوب الفضائي "سبيتزر"، الذي يرصد الكون في الأشعة تحت الحمراء، من مدار حول الشمس، قريب من مدار الأرض، أما صورة أشعة إكس فقد سجلها المرصد الفضائي "تشاندرا"، الذي يدور حول الأرض في مدار بيضاوي شديد الاستطالة، يجعله من أبعد الأقمار الصناعية التي تم إطلاقها.


 وتعود أهمية المجرة M81 ليس فقط لكونها مجرة حلزونية كبيرة، تشبه مجرتنا، مجرة الطريق اللبني، ولكن أيضًا لاعتقاد العلماء بوجود ثقب أسود هائل في مركز هذه المجرة، تزيد كتلته على كتلة الشمس 70 مليون مرة. وقد بينت دراسة حديثة تأسست على قياسات التلسكوب "تشاندرا"، المدعمة بأرصاد من تلسكوبات أرضية متطورة، ونماذج نظرية دقيقة، أن الثقب الأسود الضخم في قلب M81 يلتهم المادة المحيطة به بمعدلات مماثلة للثقوب السوداء الأصغر حجمًا، والتي تكون كتلتها مماثلة لكتل النجوم العملاقة. وهذه النتيجة تدعم استنتاجات النظرية النسبية لآينشتين، ومنها أن الثقوب السوداء باختلاف أحجامها تتشابه في خصائصها، وسيكون هذا مفيدًا في دراسة الثقوب السوداء.


 وقد تم أيضًا رصد المجرة M81 باستخدام خمسة من أفضل التلسكوبات في العالم، التي ترصد الكون في الموجات الراديوية، والموجات المليمترية (نوع من الموجات الراديوية)، وكذلك تلسكوب بصري، ومن الجدير بالذكر أن "تشاندرا" هو تلسكوب الأشعة السينية الوحيد القادر على تمييز الإشعاع الخافت من الثقب الأسود في قلب M81 عن باقي إشعاع هذه المجرة. وقد أجريت هذه الدراسة بواسطة فريق من العلماء بقيادة الباحثة "سارا ماركوف"، من جامعة أمستردام في هولندا.


 ويعمل الثقب الأسود في M81 على جذب سحب الغاز المحيطة به، وتعجيل حركتها إلى سرعات كبيرة، وهو ما يسبب الإشعاع الصادر من الثقب الأسود. وقد بين فريق "ماركوف" احتمال وجود قرص من الغازات المتوهجة حول الثقب الأسود، وهذه الغازات تشع الضوء وأشعة أكس. ونتيجة حدوث انفجارات في منطقة الثقب الأسود، يظهر أيضًا إشعاع في الموجات الراديوية وأشعة إكس، وهذا يدعو إلى رصد المجرة M81 في إشعاعات مختلفة، لمعرفة تركيبها بدقة.


 يمكن رؤية المجرة M81، وهي مجرة لامعة نسبيًّا، يمكن رؤيتها بسهولة بتلسكوبات الفلكيين الهواة، في خلفية نجوم كوكبة الدب الأكبر. والمجرة M81 هي أكبر أعضاء جمع من المجرات يتكون من 34 مجرة، تترابط معًا بقوى جذب متبادلة. وتوصف المجرة M81 بأنها نموذج رائع للمجرات الحلزونية، فهي تمتلك أذرعًا لولبية واضحة، تخرج من نواتها، كما أن هذه المجرة تتفاعل بقوة جاذبيتها مع مجرتين قريبتين منها، في ظاهرة مشابهة لظاهرة المد والجزر بين الأرض والقمر والشمس.


لمزيد من الإطلاع، يرجى زيارة الموقع التالي على شبكة الإنترنت:-


Chandra Observatory Press Release
http://chandra.harvard.edu/press/08_releases/press_061808.html  

 

  
أجندة المركز
أخبار المركز

برنامج معرض مكتبة الإسكندرية للعلوم والهندسة 2023

اقرأ المزيد >>