7 يوليه 2008
صورة لكوكب عطارد ذات ألوان زائفة، لإبراز التضاريس المختلفة، تم التقاطها بواسطة السفينة الفضائية "ميسنجر" أثناء تحليقها بالقرب من كوكب عطارد
صورة من: NASA/APL
لأكثر من ثلاثة عقود، كان منشأ السهول الممتدة والمجال المغناطيسي لكوكب عطارد، أصغر الكواكب، مثار جدل بين علماء الفلك. والآن، أظهر تحليل للبيانات التي جمعت بواسطة السفينة الفضائية الأمريكية "ميسنجر"، خلال تحليقها بالقرب من كوكب عطارد في شهر يناير 2008، أن البراكين ترتبط بشكل وثيق بعملية تكون السهول، وأن المجال المغناطيسي لعطارد، أقرب الكواكب إلى الشمس، ينشأ عن عملية نشيطة في قلب الكوكب.
بالإضافة إلى ذلك، حصل العلماء لأول مرة خلال مهمة "ميسنجر" على قياسات للتركيب الكيميائي لسطح عطارد. لقد درست "ميسنجر" أيضًا تكوين الغلاف الجوي الضئيل لعطارد، ودرست الجسيمات المشحونة (الأيونات) بالقرب من الكوكب. تظهر هذه النتائج في مقالات بحثية نشرت في مجلة "ساينس"، عدد 4 يوليو.
وكان الجدل العلمي حول أصل السهول الممتدة على عطارد قد نشأ عند مناقشة نتائج أرصاد السفينة الفضائية أبولو 16 لسطح القمر، في عام 1972، والتي تدل على أن بعض السهول القمرية تشكلت من مادة تناثرت بسبب اصطدامات نيزكية عنيفة بالقمر.
وعندما صورت السفينة الفضائية الأمريكية "مارينر 10" تكوينات مشابهة على سطح عطارد في عام 1975، اعتقد بعض العلماء أن نفس العمليات الجيولوجية مسئولة عن وجود هذه التضاريس، بينما رأى البعض أن المادة المكونة لسهول عطارد أتت من حمم بركانية انبثقت من باطن الكوكب، إلا أن غياب الفوهات البركانية، أو أي تضاريس بركانية أخرى في صور "مارينر 10" جعل الاقتناع بهذا الرأي صعبًا.
وفي ستة من الأبحاث المنشورة في مجلة "ساينس" يبني العلماء استنتاجاتهم على دراسات لخصائص سطح عطارد الفيزيقية والكيميائية، مثل كيفية انعكاس الضوء من على السطح. لقد وجد الباحثون أدلةً على أن فجوات بركانية تقع بامتداد حواف وادي "كالوريس" (التسمية تعني في العربية وادي الحرارة أو الوادي الحار)، وهو حوض ضخم، يزيد اتساعه على 1300 كم، ويعتقد بأنه نشأ من اصطدام كويكب بعطارد، وهو كذلك أحد أصغر الفوهات النيزكية عمرًا في النظام الشمسي. ولقد وجد الباحثون أيضًا أن وادي "كالوريس" كان له تطور جيولوجي أكثر تعقيدًا مما كان معتقدًا من قبل.
وقد بينت قياسات ارتفاعات التضاريس على عطارد أن الفوهات النيزكية على عطارد أقل عمقًا من مثيلاتها على القمر، وأن عطارد له تاريخ جيولوجي معقد.
يتميز عطارد بين الكواكب كلها بأن نواته تشكل ما لا يقل عن 60 % من كتلته، وهذه النسبة أكبر بالضعف من مثيلتها في كوكب الأرض، وأيضًا في الزهرة والمريخ. لقد بينت قياسات "ميسنجر" أن المجال المغناطيسي لعطارد الذي ينشأ في الطبقة الخارجية من نواة الكوكب، ويستمر بسبب عملية انخفاض الحرارة في النواة، يسبب عمليات طبيعية معقدة في باطن الكوكب وقشرته، وغلافه الجوي، والفضاء القريب منه.
لقد تم أيضًا عمل أول قياس للأيونات في الطبقة العليا (الإكسوسفير) للغلاف الجوي لعطارد، وهي طبقة رقيقة للغاية، وفيها الجزيئات الغازية متباعدة بشدة، إلى درجة أنها تتصادم مع سطح عطارد أكثر مما تتصادم مع بعضها البعض. ولأن مدار عطارد بيضاوي بدرجة ملحوظة، ولأن دورانه حول محوره بطيء (يستغرق حوالي 59 يومًا)، وبسبب تفاعل الجسيمات المشحونة حول عطارد مع المجال المغناطيسي للكوكب، ومع الوسط بين الكوكبي، ومع الجسيمات المشحونة المنبعثة من الشمس، تحدث تغيرات شديدة في سلوك الجسيمات المشحونة، على امتداد السنة وبين النهار والليل على عطارد.
لمزيد من الاطلاع، يرجى زيارة المواقع التالية على شبكة الإنترنت:-
Mercury
http://www.nineplanets.org/mercury.html
NASA
www.nasa.gov/
MESSENGER
http://messenger.jhuapl.edu/