انفجار مذنب
15 أكتوبر 2008

 

 

صورة للمذنب النشط "هولمز"
صورة من: NASA/JPL-Caltech

 

عندما انفجر المذنب "هولمز" فجأة في 2007، وجه الفلكيون المتخصصون والهواة في كل أنحاء العالم مناظيرهم الفلكية إلى هذه الظاهرة السماوية الرائعة والنادرة. وكان السؤال هو: لماذا انفجر المذنب؟


ومن المثير، أن المذنب المتوهج قد تم تصويره بواسطة التلسكوب الفضائي الأمريكي "سبيتزر"، الذي يرصد الكون في الأشعة تحت الحمراء، إلا أن الأرصاد قد زادت من حيرة العلماء، حيث بينت الصور انبعاثات غريبة لغبار المذنب، وهو ما يمثل فرصة نادرة للباحثين لكي يسجلوا مشاهد انفجار عنيف في قلب مذنب.


وقد صرح الباحث "بيل ريتش"، أحد العلماء العاملين بمشروع "سبيتزر"، أنه: "البيانات التي حصلنا عليها من "سبيتزر" لا يوجد مثيل لها في الأرصاد الأخرى التي أجريت للمذنبات الأخرى. إن انفجار المذنب "هولمز" يعطينا لقطة نادرة لقلب المذنب." وقد تم عرض نتائج الأرصاد في اجتماع لقسم علوم الكواكب في "ناسا" مؤخرًا.
والمذنب "هولمز" يدور حول الشمس مرةً كل 6.9 سنةً، ويتغير بعده عن الشمس بين حوالي 780 مليون كم و 300 مليون كم، في مدار بيضاوي. وعادة يكون هذا المذنب هادئًا، إلا أنه في عام 1892 حدث انفجار آخر في المذنب.


وفي محاولة لفهم هذا التوهج العجيب للمذنب "هولمز"، الذي يزيد فيه سطوع المذنب مليون مرة، تم رصد "هولمز" بواسطة "سبيتزر" مرتين، في نوفمبر 2007، وفي مارس 2008، وبدراسة طيف المذنب، بواسطة جهاز المطياف على متن "سبيتزر"، تمكن الباحث "ريتش" من الحصول على نتائج هامة لمعرفة المكونات الكيميائية للطبقات الداخلية للمذنب. ويعمل جهاز المطياف على تحليل الأشعة تحت الحمراء الصادرة من المذنب إلى مكوناتها، لمعرفة العناصر الكيميائية والمركبات الداخلة في تركيب المذنب.  

 
وفي نوفمبر 2007، رصد "ريتش" كمية كبيرة من الغبار الدقيق المتصاعد من المذنب "هولمز"، في صورة حبيبات متبلرة، أصغر حجمًا من حبات الرمال. وقد نوه "ريتش" إلى أن هذه الأرصاد الخاصة بينت وجود مواد مماثلة، تم رصدها في مذنبات أخرى نشطة، مثل المذنب "تمبل 1"، والمذنب "فيلد 2"، والمذنب "هيل-بوب".


ويصف "ريتش" غبار المذنب بأنه دقيق وهش، ويرى "ريتش" أن هذه الدقائق من الغبار تنتج عند تكسر جسيمات أكبر حجمًا، مصدرها نواة المذنب، نتيجة انفجار المذنب. وعندما تم رصد المذنب "هولمز" مرةً أخرى في مارس 2008، بدا أن الغبار الدقيق قد تلاشى، وقد بقيت الجسيمات الكبيرة فقط، وهو ما يراه "ريتش"دليلاً على قصر الفترة التي يمكن فيها دراسة غبار المذنب عقب حدوث انفجار فيه. ومن المرجح أن "هولمز" مذنب غير عادي في تركيبه، ويشتمل على تكوين غريب من الغبار.


والفلكيون يعترفون بأنهم على الرغم من دراستهم للمذنبات منذ عدة قرون، فإنهم لم يفهمونها بعد بشكل جيد، إلا أنه مع مواصلة الدراسات بالتلسكوبات الضخمة الدقيقة، مثل التلسكوب الفضائي "هبل" والتلسكوب "سبيتزر"، يزداد فهمهم للمذنبات.


للمزيد من الاطلاع، يرجى زيارة المواقع التالية على شبكة الإنترنت:-


SST Press Release
http://www.spitzer.caltech.edu/Media/releases/ssc2008-18/release.shtml
Hubble Zooms In on Heart of Mystery Comet
http://hubblesite.org/newscenter/archive/releases/2007/40/image/a/ 
A Million Comet Pieces
http://gallery.spitzer.caltech.edu/Imagegallery/image.php?image_name=ssc2006-13a
Jupiter-Family Comets
http://gallery.spitzer.caltech.edu/Imagegallery/image.php?image_name=sig05-008

 
أجندة المركز
أخبار المركز

برنامج معرض مكتبة الإسكندرية للعلوم والهندسة 2023

اقرأ المزيد >>