عطارد والزهرة يتألقان في الشفق المسائي
4 أبريل 2010
 

صورة لاقتران القمر الهلال وكوكب الزهرة وكوكب المشتري
تبين الصورة اقتران القمر وكوكب الزهرة والمشتري، في سماء الإسكندرية، في يوم 1 ديسمبر 2008. يظهر الزهرة والمشتري كنجمين لامعين، والزهرة هو الجرم الألمع، والأقرب إلى القمر.
تصوير أيمن محمد إبراهيم، أخصائي أول فلك

 
 في يوم الأحد 4 إبريل 2010، تشهد سماوات مصر ظاهرة فلكية رائعة، وهي اقتران كوكب الزهرة، ألمع الكواكب، وأقربها إلى الأرض، وكوكب عطارد، أقرب الكواكب إلى الشمس. وظاهرة الاقتران من أجمل الظواهر الفلكية التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وتحدث عندما يقع جرمان سماويان أو أكثر قريبًا من خط البصر. وفي مساء 4 أبريل الجاري، سيظهر عطارد والزهرة قريبين جدًَا في السماء، وتفصل بينهما مسافة زاوية تقدر بحوالي 3 درجات فقط، وسيمكن مشاهدتهما بالعين المجردة كنجمين لامعين، على ارتفاع منخفض في السماء، بالقرب من الأفق الغربي، خلال الشفق المسائي. 
 وخلال الأسبوع الماضي، كان عطارد يقترب من الزهرة ليلة بعد ليلة، وقد راقب الباحث أيمن إبراهيم، الفلكي بمركز القبة السماوية العلمي حركة عطارد بالنسبة إلى الزهرة، وقام بتصويرها

.
 وحاليًا، تبلغ المسافة بين الأرض والزهرة 235 مليون كم تقريبًا، أما عطارد فبعده عن كوكبنا يبلغ الآن حوالي 149 مليون كم، وهي مسافة مماثلة للمسافة المتوسطة بين الأرض والشمس. والمسافة بين الأرض والشمس صغيرة جدًّا بالمقاييس الكونية، ولكنها مسافة شاسعة، بمقاييس السفر على كوكب الأرض، فرحلة افتراضية بالقطار من الأرض إلى الشمس تستغرق أكثر من 170 سنة، إذا كانت سرعة القطار 100 كم/س!
 ولمشاهدة الاقتران، يجب على الراصد أن يبدأ الرصد بعد حوالي 40 دقيقة من غروب الشمس، وأن ينظر في اتجاه الغرب، وسيكون الكوكبان على ارتفاع منخفض في السماء، بالقرب من نقطة الغرب، ولهذا لابد أن يكون الأفق في مكان الرصد واضحًا تمامًا، لا تحجبه تضاريس أو أبنية أو سحاب. وفي أغلب مناطق مدينة الإسكندرية، يمثل شاطئ البحر موقعًا جيدًا للرصد، يمكن منه رصد الأفق الغربي بوضوح. ويمكن تحديد اتجاه الغرب باستخدام البوصلة، وفي مدينة الإسكندرية، يظهر عطارد والزهرة في الاتجاه المقابل لاتجاه القبلة، وهو ما يجعل تحديد مكان الكوكبين سهلاً


 ويصنف الفلكيون عطارد والزهرة على أنهما كوكبان تحتيان، أي أنهما أقرب إلى الشمس من الأرض. ولا يمكن مشاهدة كوكب تحتي إلا في المساء عقب الغروب، أو في الصباح، قبل الشروق، وذلك لأنه، من الأرض، يظهر الكوكب التحتي دائمًا بالقرب من الشمس في السماء. ومن المثير، أن عطارد كوكب يصعب رصده بالعين المجردة في معظم أوقات السنة، وذلك لقربه من الشمس، مما يجعله أحيانًا مختفيًا في وهجها الباهر، أو في ضوء الشفق، في أحيان أخرى، وأفضل الأوقات لرصد عطارد تكون عندما يبلغ الكوكب أقصى مسافة زاوية بينه وبين الشمس.

أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك   

 

 
أجندة المركز
أخبار المركز

برنامج معرض مكتبة الإسكندرية للعلوم والهندسة 2023

اقرأ المزيد >>