24 يناير 2011
رسم توضيحي يبين السفينة الفضائية الأمريكية ستارداست، وهي تحلق في الفضاء بين الكوكبي
صورة من: NASA/JPL
تقترب السفينة الفضائية ستارداست Stardust، التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، من المذنب المعروف باسم "تمبل-1" Tempel-1، بهدف دراسة هذا المذنب عن قرب، بعد أن أتم دورة جديدة حول الشمس، وهو ما قد يتيح للعلماء، لأول مرة، معرفة التغيرات التي طرأت على المذنب بفعل الإشعاع الشمسي. وسوف تبلغ ستارداست أقصر مسافة بينها وبين تمبل-1 في 14 فبراير القادم.
والمذنبات أجرام جليدية صغيرة، تدور حول الشمس، في مدارات تكون غالبًا بيضاوية بدرجة ملحوظة، وتتكون من غازات متجمدة، مثل جليد الماء، وأول أكسيد الكربون، والصخور والغبار الكوني. ويعتقد العلماء بأن المذنبات مادة خام كونية، تخلفت من عملية تكون النظام الشمسي، منذ بلايين السنين.
وسوف تقوم ستارداست بالتقاط صور ذات دقة عالية للمذنب تمبل-1، خلال تحليقها بالقرب منه، ومحاولة معرفة مكونات وتوزيع الغبار الكوني الذي انبعث من قلب تمبل-1 إلى الغلاف الغازي الممتد حوله، ويأمل العلماء أن تقود القياسات المزمع إجراؤها إلى فهم أفضل لطبيعة طائفة من المذنبات تسمى عائلة مذنبات المشتري، لأن مداراتها تتأثر بدرجة واضحة بقوة جاذبية كوكب المشتري العملاق، أكبر الكواكب.
وتمثل مهمة ستارداست امتدادًا للدراسة التي أجرتها السفينة الفضائية الأمريكية ديب إمباكت Deep Impact (التسمية الإنجليزية تعني التصادم الكبير أو العميق) للمذنب تمبل-1، ففي شهر يوليو 2005، اقتربت ديب إمباكت من تمبل-1، وأطلقت صوبه سفينة فضائية صغيرة، بهدف الاصطدام بسطح المذنب، وهو ما يؤدي إلى تطاير مادة من سطح المذنب، ودراستها ومعرفة مكوناتها. وقد نجحت القذيفة في الاصطدام بالمذنب تمبل-1، وأدى التصادم إلى ارتفاع سحابة كثيفة من غبار المذنب.
وقد أدلى جو فيفيركا، الباحث الرئيس بمشروع ستارداست بالتصريح التالي: "في كل يوم نقترب أكثر فأكثر، ونزداد شعورًا بالإثارة، من الإجابة على بعض الأسئلة الهامة عن المذنبات. والعودة مرة أخرى للمذنب تمبل-1 سوف تقدم رؤى جديدة لسلوك المذنبات وكيفية نشأتها منذ 4.5 بليون سنة مضت".
وعندما تلتقي ستارداست بالمذنب تمبل-1، ستكون على بعد حوالي 336 مليون كم من الأرض، على الجانب المقابل من النظام الشمسي، وستلتقط 72 صورة للمذنب، وتحفظها على كمبيوتر موجود على متنها. وسوف يتم إرسال هذه الصور لاسلكيًّا إلى العلماء، الذين ينتظرون بفارغ الصبر، في كوكب الأرض، لتبدأ دراستها وتحليلها في اليوم التالي. وحاليًا، تبعد ستارداست مسافة 24.6 مليون كم تقريبًا من تمبل-1. ومنذ عام 2007، قامت ستارداست بعمل عدة مناورات في الفضاء بهدف ضبط مسارها، وأكملت أربع دورات حول الشمس.
ويتراوح بعد تمبل-1 عن الشمس بين حوالي 225 مليون كم و680 مليون كم. ومن المتوقع أن تطير ستارداست على مسافة 200 كم من تمبل-1، الذي يبلغ قطره 6 كم تقريبًا.
وفي عام 2004، حققت ستارداست إنجازًا تاريخيًّا، عندما أصبحت أول سفينة فضائية تقوم بجمع عينات مباشرة من مادة المذنب المعروف باسم فيلد 2 Wild 2، وقد تم الحصول على هذه العينات، عندما اقتربت ستارداست من الأرض، وألقت كبسولة صغيرة، تحتوي هذه العينات، وسقطت هذه الكبسولة بالمظلة، قرب مدينة سولت ليك الأمريكية. وبعد ذلك نجح العلماء في وضع ستارداست في مدار يمكن من توجيهها إلى أهداف أخرى محتملة، في النظام الشمسي.
ومن الجدير بالذكر أنه في يناير 2007، غيرت ناسا اسم ستارداست إلى ستارداست-نيكست Stardust-NExT ، وهذه التسمية اختصار للتسمية الإنجليزية التي تعني "ستارداست – استكشاف جديد للمذنب تمبل-1"، وبدأت السفينة الفضائية رحلة مدتها 4.5 سنة إلى تمبل-1.
ويأمل العلماء أن يكون لقاء ستارداست-نيكست وتمبل-1 هو ختام وتتويج لرحلتها الفضائية بين الكوكبية، التي بدأت منذ ما يقرب من 12 عام، عندما انطلقت ستارداست إلى الفضاء، في عام 1999، قطعت خلالها حوالي 6 بلايين كم. ومن الطريف أن هذه المهمة الأخيرة للمركبة ستارداست ستأتي على ما تبقى لدى ستارداست من وقود في محركاتها.
المراجع:-
Stardust Mission
http://stardustnext.jpl.nasa.gov/
Jet Propulsion Laboratory
www.jpl.nasa.gov/
NASA
www.nasa.gov/
Deep Impact
http://www.nasa.gov/mission_pages/deepimpact/main/index.html
Wikipedia
أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك