3 مارس 2011
الجنس البشري هو النوع الذي تنتمي إليه أنت وباقي البشر الذين يعيشون على كوكب الأرض؛ "الإنسان هو الكائن الذي بإمكانه أن يميز ما هو صحيح وحقيقي ودائم"، على حسب قول الدكتور مايكل وادلي.
ووفقًا للدكتور وادلي، لن يتمكن البشر من حل المشاكل التي تواجههم بمجرد استخدام مصادر الطاقة المتجددة؛ ففي غضون بضعة عقود، لن تكون هناك موارد كافية للاعتماد عليها. ولذلك علينا أن نقوم بتحليل مشاكل المستقبل المحتملة، فضلاً عن التفكير في الحلول الممكنة وكذلك القرارات التي يتعين علينا اتخاذها. ولهذا الغرض، قام الدكتور مايكل وادلي بإلقاء محاضرة من خلال عرض تقديمي شيِّق بمكتبة الإسكندرية في يوم 3 مارس 2011؛ حيث قام من خلالها بإلقاء نظرة عامة وشاملة على القضايا المعقدة التي سيواجهها الجنس البشري خلال القرن القادم.
الدكتور وادلي هو مخرج للأفلام التسجيلية حاصل على جائزة أوسكار، ومؤسس مشارك لمؤسسة الجنس البشري التي هي جزء من منظمة اليونسكو للتعليم من أجل التنمية المستدامة. وقد قام بدراسة الفيزياء والطب، كما أنه خبير في نشر المعلومات المعقدة مع التركيز بشكل خاص على التنمية المستدامة العالمية. قام الدكتور وادلي في محاضرته "الإنسان وتاريخ الإنسانية" بالتركيز على القضايا العالمية، مع إهداء جزء خاص للحديث عن مصر. وقد أخبر وادلي الحضور بأنه يتمنى أن يضع المصريون النقاط التي تطرق إليها في محاضرته في عين الاعتبار عند وضع الدستور الجديد للبلاد.
ويتعاون الدكتور وادلي مع شخصيات بارزة من أجل الدعوة إلى مفهوم التنمية المستدامة للبشرية باعتباره الموضوع الأكثر أهمية في القرن اﻠ21. وهذا يعني أنه يجب على العلم أن يلعب دورًا هامًّا في حل الأزمات التي تواجهها البشرية. وقد أكَّد على مدى أهمية الأربعين سنة المقبلة فيما يتعلق بالتفاعل بين جميع المؤسسات الإنسانية والسلوكيات؛ ويشمل ذلك العلوم والفنون والسياسة والأعمال التجارية وعلم النفس والبيئة؛ وذلك بالإضافة إلى التفاعل مع موارد كوكبنا الطبيعية، والتي بدونها لا يمكن أن تستمر الإنسانية.
من خلال هذا التقرير، قام الدكتور وادلي بعرض البيانات بطريقة مُيسَّرة وجذابة من أجل المقارنة بين معدل نمو تطور المنتجات واستغلال مواردنا الطبيعية المحدودة. فكان التقرير في صورة سرد لتاريخ البشرية، وكانت البيانات مرفقة برسومات مستوحاة من أفلام الخيال العلمي، وأكثرها شهرة "آفاتار".
كما تناولت المحاضرة التغيرات السريعة التي تحدث في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أزمة الموارد المالية والبيئية، فضلاً عن التقلبات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بشمال إفريقيا وأماكن أخرى. وتحدث الدكتور وادلي أيضًا عن بدائل غير تقليدية وجديدة للمستقبل، والتي يجب أن تهتم بها جميع البلدان.
عند التطرق إلى الجزء الخاص بمصر، قام الدكتور وادلي بشرح السيناريو المرجح حدوثه في المستقبل، وذلك في حالة استنزاف الموارد واختفاء ما قد يتبادله الناس مع بعضهم البعض: "عند بناء مصر الجديدة، تخيلوا أنكم في مركبة فضائية؛ حيث تقومون بحل المشاكل وكأنه لا يوجد شيء آخر قادم من العالم الخارجي،" هكذا قال الدكتور وادلي.
ويعمل الدكتور وادلي على إخراج فيلم وثائقي عن مصر منذ عام 1970 حتى 2050؛ وذلك لعرض الإمكانيات المتوافرة للتغيير. ومن خلال التعاون مع مكتبة الإسكندرية، سيقوم بجمع صور وفيديو وبيانات عن مصر على مدى الأربعين عامًا المنصرمة؛ وذلك لطرح كيف تغيرت مصر، وما هي التوقعات المستقبلية للسنوات الأربعين المقبلة.
وأضاف الدكتور وادلي، "نحن بحاجة إلى العودة إلى الأساسيات: الاحتياجات الحقيقية وأسباب السعادة". فحاليًّا يتم إنشاء العديد من القيم الاستهلاكية والمحافظة عليها عن طريق ربط معاني تلك الأساسيات بمنتجات محددة؛ إلا أنه من خلال تحقيق الأهداف التنموية المستدامة ومستويات المعيشة، بالإضافة إلى تحديد الاحتياجات الأساسية من الغذاء والمأوى والصحة والتعليم، سيستمد الناس السعادة وتحقيق الذات من التفاعل البشري والقدرة على التفكير والإبداع.
لم يكن العرض التقديمي الذي قدمه الدكتور وادلي فريدًا من نوعه ومقنعًا بصريًّا فحسب، بل كان مُحَفِّزًا ومفيدًا أيضًا.