نظام من مجرتين حلزونيتين يشبه في شكله زهرة مضئية
صورة من التلسكوب الفضائي الأمريكي هبل للنظام المجري المعروف اصطلاحًا باسم Arp 273، وهو يتكون من مجرتين ترتبطان معًا بقوى جذب متبادلة.
صورة من: NASA, ESA, and the Hubble Heritage Team (STScI/AURA)
في 24 أبريل 1990، أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا التلسكوب الفضائي هبل Hubble Space Telescope، إلى الفضاء، ليبدأ مهمة فريدة في استكشاف الكون من مدار حول الأرض. لقد التقط هبل مئات الآلاف من الصور للكثير من الأجرام الكونية، وحقق اكتشافات مثيرة، غيرت نظرة الإنسانية للكون، ومثلت نهضة كبيرة في علم الفلك الحديث.
واحتفالاً بالذكرى الحادية والعشرين لإطلاق التلسكوب هبل، نشرت ناسا صورة خلابة، التقطها هبل حديثًا. فقد قام الفلكيون في معهد تلسكوب الفضاء العلمي في ولاية مريلاند الأمريكية بتوجيه هبل، لكي يلتقط صورة لنظام من مجرتين جميلتين، يشبه منظرهما وردة متوهجة في الفضاء. وبين هاتين المجرتين تأثير متبادل بقوى جذب هائلة، سببت تشوه شكليهما. وهذا النظام المجري المزدوج الذي صوره هبل يعرف اصطلاحًا باسم Arp 273، لأن ترتيبه رقم 273 في "أطلس المجرات المميزة"، الذي أعده الفلكي الأمريكي هالتون آرب Halton Arp. وقد تم تصوير النظام Arp 273 بواسطة كاميرا متطورة على متن هبل.
وعندما تتقارب مجرتان أو أكثر في الفضاء، بحيث تتأثر كل منها بمجال جاذبية المجرات الأخرى، فإن العلماء يسمون هذه الحالة "مجرات متفاعلة"، أي تتفاعل بقوة الجاذبية، وقد يؤدي هذا التفاعل في النهاية إلى تصادم المجرات، أو اندماجها، لتتكون مجرة واحدة أكبر حجمًا.
يبعد النظام Arp 273 حوالي 300 سنة ضوئية عن الأرض، وهو يتكون من مجرة حلزونية كبيرة ومجرة حلزونية أخرى أصغر حجمًا، تعرفان اصطلاحًا، على الترتيب، باسم UGC 1810 و UGC 1813. وتبين صورة هبل أن المجرة UGC 1810 قد تشوه شكلها، بفعل جاذبية المجرة UGC 1813، التي تظهر أسفل مركز الصورة، ويبدو أن النجوم تتكون فيها بنشاط، على الأرجح بسبب قوة جذب المجرة UGC 1810. وتبين الصورة أيضًا جسرًا خافتًا من المادة يصل بين المجرتين، اللتين تفصل بينهما عشرات الآلاف من السنين الضوئية.
وقد عبر مدير وكالة ناسا، تشالرز بولدن، وهو رائد فضاء سابق، سعادته بالمناسبة قائلاً: "لواحد وعشرين سنة، كان هبل يغير بعمق من نظرتنا إلى الكون، ويسمح لنا برؤية الكون البعيد، وأن نفتح عيوننا على الجلال والعجائب حولنا. لقد كان لي الحظ في أن أكون ملاح رحلة المكوك الفضائي ديسكفري، الذي قام بحمل هبل إلى المدار. وبعد كل هذا الوقت، لا تزال صور هبل تثير الإبهار والإلهام، لتشهد على العمل المتميز لفريق العمل الكبير، الذي يقف وراء أشهر مرصد في العالم".
تم إطلاق هبل إلى الفضاء بواسطة المكوك الفضائي ديسكفري Space Shuttle Discovery، إلى مدار منخفض حول الأرض، يبلغ ارتفاعه حوالي 600 كم. ويعتبر هبل من أكبر الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض، إذ يبلغ طوله 13 م، ووزنه أكثر من 11000 كجم. ومن المتوقع أن تستمر مهمة هبل حتى عام 2014، على الأقل، عندما يكون قد اقترب موعد إطلاق تلسكوب فضائي جديد، ليكون خليفة هبل.
المراجع:-
NASA
www.nasa.gov/
HUBBLESITE
http://hubblesite.org/
NASA's Hubble Celebrates 21st Anniversary with "Rose" of Galaxies
http://hubblesite.org/newscenter/archive/releases/2011/11/
Shuttle Orbiter Discovery
http://science.ksc.nasa.gov/shuttle/resources/orbiters/discovery.html