تبين الصورة، التي التقطتها السفينة الفضائية الأمريكية وايز، كويكبًا صغيرًا، يبلغ قطره 300 م (موقعه موضح بدائرة خضراء)، يدور حول الشمس في نفس مدار الأرض. تم اكتشاف هذا الكويكب حديثًا، بواسطة فريق من الفلكيين، قام بدراسة بيانات جمعتها وايز.
صورة من: NASA/JPL-Caltech/UCLA

 اكتشف فريق من الفلكيين كويكبًا صغيرًا، يدور حول الشمس في نفس مدار الأرض، وذلك بدراسة بيانات جمعتها السفينة الفضائية وايزWISE ، التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا. (التسمية وايز اختصار للتسمية الإنجليزية، التي تعني مرصد واسع المجال لمسح السماء في الأشعة تحت الحمراء.) وهناك ثلاثة كواكب أخرى، في النظام الشمسي، هي المريخ والمشتري ونبتون، تشترك معها كويكبات في مداراتها. تم تسمية هذا الكويكب اصطلاحًا 2010 KT7.

ومن الطريف أن العلماء يسمون الكويكبات التي تشارك كوكبًا مداره كويكبات طروادة Trojan asteroids، نسبةً إلى حرب طروادة التي وردت في الأساطير الإغريقية، كما أن الكثير من الأجرام في النظام الشمسي تسمى بأسماء من الأساطير القديمة. تتحرك الكويكبات الطروادية بالقرب من نقطتين محددتين في الفضاء، أمام أو خلف الكوكب الذي ترافقه، دون أن تصطدم معه، وذلك بسبب تأثير قوة الجاذبية.

لقد تنبأ العلماء بوجود طرواديين في مدار الأرض، إلا أن العثور على أولها لم يكن سهلاً، لأن هذه الكويكبات صغيرة الحجم، وتقع بالقرب من الشمس في السماء، بالنسبة لراصد على سطح الأرض، أي أنها تكون غالبًا مختفيةً في وهج الشمس الباهر.

وقد وصف الباحث مارتن كونورز، قائد الفريق البحثي الذي اكتشف الكويكب النادر، صعوبة العثور على الكويكبات الطروادية في مدار الأرض قائلاً: "هذه الكويكبات تقع غالبًا في ضوء الشمس، ما يجعل من الصعب رصدهم، ولكننا في النهاية عثرنا على أحدها، لأن مداره غير العادي يأخذه بعيدًا عن الشمس بدرجة أكبر من المعتاد بالنسبة للطرواديين".

لقد تم مسح السماء بواسطة تلسكوب على متن السفينة وايز في الأشعة تحت الحمراء، من يناير 2010 إلى فبراير 2011. وقد بدأ كونورز ومعاونوه بحثهم عن الطرواديين الأرضيين في بيانات وايز، التي ركزت في جزء منها على الأجرام القريبة من الأرض، ومنها المذنبات والكويكبات. ويصنف الفلكيون الأجرام التي تقترب لمسافة تقل عن 45 مليون كم من مدار الأرض بأنها من الأجرام القريبة near-Earth objects. وقد رصدت وايز أكثر من 155 ألف كويكب، تدور بين مداري المريخ المشتري، وأكثر من 500 من الأجرام القريبة، 132 منها لم تكن معروفةً من قبل.

وقد وجد فريق كونورز جرمين يحتمل أنهما من الطرواديين، وقد ثبت بالفعل أن الكويكب 2010 TK7 هو طروادي مرافق للأرض، وتم تأكيد هذا الكشف الكبير بواسطة تلسكوب كندا-فرنسا-هاواي، الواقع على جبل مونا كيا، في هاواي.

ويقدر عرض الكويكب 2010 KT7 بحوالي 300 م، وحاليًا يبلغ بعده عن الأرض 80 مليون كم تقريبًا. ومن الجدير بالذكر أن مدار هذا الكويكب تم حسابه بدقة، وفي خلال 100 عام من الآن، لن يقترب 2010 KT7 لأقل من 24 مليون كم من الأرض. وهناك محاكاة لحركة ومدار 2010 KT7 على الوصلة التالية:-        
http://www.nasa.gov/multimedia/videogallery/index.html?media_id=103550791   

 وتصف آمي ماينزر، من معمل الدفع النفاث، التابع لناسا، حركة الأرض بالنسبة للكويكب 2010 KT7، قائلةً: "إن الأرض تبدو دائمًا وكأنها تطارد هذا الكويكب"، وذلك لأن الأرض تسير خلفه في مدارها.

وهناك عدد قليل من الكويكبات الأخرى تسير في مدارات مماثلة لمدار الأرض، وهي مرشحة لأن تكون هدفًا للرحلات الفضائية المأهولة (أي التي تحمل رواد فضاء) وغير المأهولة، في المستقبل، إلا أن 2010 KT7 لا يبدو مقصدًا جيدًا، لأنه يبتعد كثيرًا إلى الأعلى وإلى الأسفل من مستوى مدار الأرض، وهذا يحتاج إلى استهلاك كميات كبيرة من وقود السفن الفضائية للوصول إليه.  

المراجع:-

NASA
www.nasa.gov/
Wikipedia

أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك