15 يناير 2012
رسم توضيحي يُبَيِّن نظامًا من ثلاثة كواكب صغيرة، تم اكتشافها مؤخرًا خارج النظام الشمسي، بواسطة السفينة الفضائية كبلر، التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا.
صورة من:NASA/JPL-Caltech
تمكن فريق من الفلكيين، بالاستعانة بأرصاد للسفينة الفضائية الأمريكية كبلر، من اكتشاف ثلاثة كواكب جديدة، تدور حول نجم خارج النظام الشمسي، وجميعها أصغر حجمًا من كوكب الأرض (قطره 12756 كم)، وأصغرها يماثل كوكب المريخ (قطره 6800 كم تقريبًا)، الكوكب الأحمر الصغير، في حجمه. ويعرف النجم الذي تدور حوله الكواكب الثلاثة اصطلاحًا باسم KOI-961 (ملحوظة: تسمى الكواكب التي تدور حول نجوم أخرى بالكواكب الخارجية exoplanets، أو الكواكب غير الشمسيةextrasolar planets ).
ويعتقد العلماء أن الكواكب الثلاثة صخرية، مثل الأرض، ولكنها تدور قريبًا جدًّا من نجمها، وهو ما يجعلها شديدة الحرارة، أي أنها تقع خارج المنطقة الصالحة للحياة، وهي نطاق حول أي نجم يمكن فيه أن يوجد الماء سائلاً على سطح كوكب. ومن المثير أن عدد الكواكب الخارجية الصخرية المكتشفة حتى الآن قليل جدًّا، رغم أن عدد الكواكب غير الشمسية المعروفة يزيد على 700 كوكب.
وقد وصف الباحث دوج هدجينز، الذي يعمل في مشروع كبلر، الاكتشاف الفريد قائلاً: "لقد بدأ الفلكيون في التو في التحقق من طبيعة آلاف الأجرام التي اكتشفها كبلر، ويحتمل أن تكون كواكب غير شمسية. والعثور على كوكب صغير، في مثل حجم المريخ، يدعو للدهشة، ويدل على أنه من المحتمل أن تكون مثل هذه الكواكب الصخرية وفيرة حولنا".
وتبحث السفينة كبلر عن الكواكب غير الشمسية عن طريق مراقبة لمعان أكثر من 150 ألف نجم، تقع في بقعة صغيرة من السماء، فإذا حدث انخفاض طفيف في إضاءة نجم منها، فإن هذا قد يدل على مرور كوكب غير شمسي أمام هذا النجم. ويحتاج الفلكيون إلى ثلاثة قياسات لمثل هذا الانخفاض في ضوء النجم، حتى يتم التأكد من طبيعة الجرم الذي يدور حوله، هذا بالإضافة إلى أرصاد أخرى من المراصد الأرضية، لنفس النجم.
مجال رؤية المرصد كبلر.
تبين هذه الصورة المجموعات النجمية (الكوكبات) البجعة، والقيثارة، والعقاب. يقع مجال رؤية المرصد الفضائي كبلر بين كوكبة البجعة وكوكبة القيثارة، وهو بقعة صغيرة من السماء، تحتوي على أكثر من 150 ألف نجم.
صورة من: NASA.
والكواكب الثلاثة قريبة جدًّا من نجمها، إلى درجة أنها تستغرق نحو يومين فقط، لتدور حوله. والنجم KOI-961 نجم صغير، أحمر اللون، يصنف كقزم أحمر، وهو أصغر حجمًا وأقل حرارةً من الشمس.
وطائفة الأقزام الحمر هي أصغر النجوم حجمًا وأقلها حرارةً، وهي أيضًا أكثر أنواع النجوم شيوعًا في مجرتنا، مجرة درب التبانة، ولهذا فإن اكتشاف كواكب صخرية حول قزم أحمر قد يعني أن مجرتنا غنية في الكواكب الصخرية.
ويأتي هذا الاكتشاف المثير ضمن سلسلة من اكتشافات كبيرة، حققتها السفينة الفضائية كبلر. ففي ديسمبر 2011، تمكن الفلكيون بالاستعانة ببيانات كبلر من اكتشاف أول كوكب يدور في المنطقة الصالحة للحياة، حول نجم مماثل للشمس، وهذا الكوكب أكبر من الأرض في الحجم بمقدار 2.4 مرة. وفي أواخر عام 2011، أُعْلِن اكتشاف أول كواكب غير شمسية مماثلة للأرض في الحجم، تدور أيضًا حول نجم مشابه للشمس.
تم إطلاق السفينة كبلر إلى الفضاء في مارس 2009، وتم وضعها في مدار حول الشمس، في مهمة مدتها 3.5 سنوات على الأقل.
المراجع:-
NASA
www.nasa.gov/
Kepler Mission
http://www.nasa.gov/mission_pages/kepler/main/index.html
Wikipedia
أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك