5 مارس 2012
صورة رقم (1).
صورة في الأشعة تحت الحمراء بواسطة "التلسكوب الكبير جدًّا"، التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي، لسحابة كونية (سديم) عملاقة، تعرف باسم سديم القرينة، تتكون النجوم في داخلها.
صورة من: ESO/T. Preibisch
نشر المرصد الأوروبي الجنوبي (هيئة علمية دولية كبرى، تختص بالبحوث الفلكية) حديثًا صورةً في الأشعة تحت الحمراء (صورة رقم (1)) لسديم عملاق متوهج، يعرف باسم سديم القرينة (لأنه يرى في السماء بين نجوم كوكبة القرينة Carina)، يلقبه العلماء بحضانة نجوم، لأن فيه تولد النجوم بنشاط. تم التقاط الصورة بواسطة "التلسكوب الكبير جدًّا"، الذي يعرف اصطلاحًا باسم VLT، وهو مرصد كبير، تابع للمرصد الأوروبي الجنوبي، ويقع على جبل بارانال في دولة تشيلي. تبرز الصورة الدقيقة نجومًا وتكوينات جديدة لم ترصد من قبل في سديم القرينة.
ويبعد سديم القرينة حوالي 7500 سنةً ضوئيةً عن الأرض، وهذه السحابة الخلابة من الغازات المضيئة والغبار الكوني تحتوي على مجموعة من النجوم الضخمة، بعضها من ألمع وأثقل النجوم المعروفة. وأحد هذه النجوم البراقة هو النجم الغامض والمضطرب إيتا القرينة (سبب هذه التسمية أن هذا النجم يأخذ الحرف الأبجدي الإغريقي إيتا η في نظام جدولة النجوم)، والذي يتوقع الفلكيون أن ينتهي عمره قريبًا (بالمقاييس الفلكية) في انفجار مروع، يعرف باسم انفجار السوبرنوفا. ولهذا يعتبر العلماء أن سديم القرينة معمل سماوي مثالي لدراسة نشأة وتطور النجوم.
وعلى الرغم من روعة صور سديم القرينة في الضوء المنظور فإن الكثير من معالمه لا يمكن رؤيتها في الضوء المنظور، بسبب سحب سميكة من الغبار الكوني، تحجب ما وراءها. ومن خلال الرصد في الأشعة تحت الحمراء، التي لا ترى بالعين البشرية، تمكن فريق من الفلكيين بقيادة توماس برايبيش (مرصد ميونيخ) من تصوير سديم القرينة بكاميرا متطورة تسجل الأشعة تحت الحمراء باستخدام تلسكوب VLT، واختراق خمار سحب الغبار، وإماطة اللثام عن أسرار جديدة تختبئ في سديم القرينة.
وقد التقط فريق برايبيش المئات من الصور لسديم القرينة، ثم تم دمج هذه الصور؛ من أجل إنتاج الصورة رقم (1)، التي تعد من أدق الصور التي التقطت لهذا السديم في الأشعة تحت الحمراء. وتسجل هذه الصورة وجود نجوم ضخمة لامعة، وكثيرًا من نجوم أقل لمعانًا، لم تكن مرئيةً من قبل.
والنجم النشط إيتا كارينا يظهر في أسفل يسار الصورة، وحوله سحب متوهجة من الغاز، تضيء بفعل الأشعة فوق البنفسجية عالية الطاقة الصادرة من النجوم. وعبر الصورة تنتشر كتل صغيرة معتمة، وهي سحب غنية في الغبار، وتغلف نجومًا لا تزال في طور التكوين، ولهذا تشبه شرانق الفراش.
وقد تكونت بالفعل نجوم كثيرة في سديم القرينة، خلال بضعة ملايين من السنين مضت، وهذه فترة قصيرة جدًّا بمقاييس الزمن في علم الفلك. ويرى جمع براق من النجوم بالقرب من مركز الصورة، وقد كشفت الصورة رقم (1) عن عدد كبير من نجوم أقل سطوعًا في منطقة هذا الحشد. وفي يسار الصورة تظهر نجوم صفراء لم تُرصد في الضوء المنظور.
المراجع:
أخبار المرصد الأوروبي الجنوبي.
أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك