رسم توضيحي يبين المسبار الفضائي الآلي كيوريوسيتي، الذي يتحرك على ست عجلات، ويعمل بالطاقة النووية، وهو يدرس صخور كوكب المريخ، بواسطة ذراعه الآلية المرنة، المزودة بأجهزة دقيقة.
صورة من: NASA/JPL-Caltech.
 

 في 6 أغسطس 2012م، نجح المسبار الفضائي كيوريوسيتي Curiosity (التسيمة الإنجليزية تعني "حب الاستطلاع")، التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، في الهبوط على سطح كوكب المريخ، بعد تحليق في الفضاء استغرق 36 أسبوعًا، في مهمة علمية كبيرة وفريدة، تستمر لنحو عامين، من أهدافها دراسة صخور وتربة ومناخ المريخ، ومعرفة هل كانت الظروف على المريخ ملائمة للحياة في أي فترة من مراحل تطوره. وبوصول كيوريوسيتي إلى المريخ بسلام، يصبح هناك خمس مركبات فضائية تستكشف الكوكب الأحمر، سواء في مدارات حوله، أو من على سطحه. 

وكيوريوسيتي عربة أوتوماتيكية كبيرة الحجم، تستمد طاقتها من مولدات نووية، وتتحرك على ست عجلات، كما أنها مزودة بكاميرات ترشدها في سيرها، وكاميرات أخرى لتصوير واستكشاف المريخ، وذراع آلية مرنة، تحمل الأجهزة الخاصة بدراسة التربة والصخور. ويعد كيوريوسيتي العربة الأكثر تطورًا في تاريخ استكشاف المريخ.

 لقد هبط كيوريوسيتي في داخل فوهة نيزكية واسعة، نشأت بسبب اصطدام نيزك ضخم بالمريخ، منذ ما يقرب من أربعة بلايين عام، وتعرف باسم جايل (تُسمى باسم هاوي الفلك الأسترالي والتر جايل)، بالقرب من جبل شاهق، يبلغ ارتفاعه 5 كم، ويقع في وسط هذه الفوهة. وسوف يبحث كيوريوسيتي هل كانت الظروف في الفوهة جايل ملائمة لقيام حياة ميكروبية في أي فترة من تاريخها الجيولوجي، وقد اختار العلماء جايل لأنها تحمل أدلةً عديدةً على أن الماء، أحد أهم عوامل قيام الحياة، كان موجودًا فيها. 

   ومن المثير أن كيوريوسيتي قد أرسل أول صورة من سطح المريخ إلى العلماء في الأرض، وتبين هذه الصورة أرضًا صخريةً. ومن المتوقع أن يبعث المسبار بالمزيد من الصور خلال الأيام القادمة، كما سيقوم العلماء بدراسة بيانات كيوريوستي؛ من أجل ضبط طريقة عمله واختبار أداء الأجهزة العلمية التي على متنه. 

 وسوف يقوم كيوريوسيتي بتحليل العينات التي يجرفها من التربة ويجمعها من الصخور، فالتاريخ الجيولوجي والمناخي للمريخ تحفظه التربة والصخور في تكوينها، وتركيبها، ومكوناتها الكيميائية، وهذا يساعد على تكوين تصور للحالة التي كانت عليها البيئة المريخية في الماضي. 

 انطلق كيوريوسيتي إلى الفضاء في 26 نوفمبر 2011م، على متن صاروخ قوي من طراز أطلس 5، من قاعدة كيب كانافيرال الجوية بولاية فلوريدا الأمريكية.

لمزيد من المعلومات عن مهمة كيوريوسيتي، يرجى زيارة الموقعين التاليين على شبكة الإنترنت:

http://www.nasa.gov/mars 
http://marsprogram.jpl.nasa.gov/msl 

يمكن متابعة مهمة كيوريوسيتي على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الوصلتين التاليتين:

http://www.facebook.com/marscuriosity
http://www.twitter.com/marscuriosity

المراجع:

NASA
www.nasa.gov/

Mars Science Laboratory
http://mars.jpl.nasa.gov/msl/
 

أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك