المتحدثون
أستاذ علي درمول
باحث حر في التاريخ البحري الإسلامي في البحر المتوسط، في الفترة من القرن السابع إلى الخامس عشر الميلاديين، تونس/ فرنسا
السيرة الذاتية:
علي درمول باحث حر في التاريخ والآثار الإسلامية البحرية لدول البحر المتوسط بين القرنين السابع والخامس عشر. تخرج في جامعة السوربون – باريس (4) متخصصًا في التاريخ الفني والبحري. حصل على الدكتوراه من جامعة پانثيون – سوربون (باريس 1) عام 1994. تتنوع اهتماماته البحثية بين التنقيب الأثري، والطوبوغرافيا والمسح التصويري، والبيدولوجيا (علم دراسة التربة)، وعلم دراسة النقوش، وتخطيط المدن، والجيولوجيا، والجغرافيا التاريخية. كما اكتسب خبرة مهنية فنية ومعملية في الهندسة المعمارية الملاحية، وإثنوغرافيا الآثار الغارقة، وترميم الفخار. وهو حاصل على رخصة غوص وقيادة السفن. وبالإضافة إلى خبرته المهنية في البحوث التاريخية والأثرية في دول حوض البحر المتوسط ودول أوروبية عديدة، شارك في مشروعات دولية مع المجلس الأوروبي (1982)، ومع اليونسكو في اتفاقية اليونسكو بشأن حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه (2001)، وشارك في المجلس الدولي للآثار والمواقع (ICOMOS) كعضو مشارك.
الملخص:
بعض المصادر البردية عن «العوامل المحيطة» ببناء سفن أسطول مصر الأموية خلال القرنين السابع والثامن الميلاديين؛ المواد، والعوامل البشرية والتقنية
عندما نتحدث عن الثقافة البحرية في العالم العربي المسلم، نجد أننا لا نعرف شيئًا تقريبًا عن السفن وبنائها وبنيتها التحتية. ويتعلق موضوعنا بفترة رئيسية يمكن أن تقدم حلولاً، وذلك بفضل الوثائق البردية المتعلقة مباشرة بأول تجربة بحرية عربية في البحر الأبيض المتوسط؛ فمن الواضح أن مصر قد بدأت تلك التجربة وصدَّرتها في آن واحد إلى دول وَسَط حوض البحر المتوسط على الأقل منذ عام 643م. وقبل عام 750م. وتمدنا هذه الوثائق المتوفرة باليونانية، والقبطية، والعربية، والتي أصدرتها الإدارة المصرية، بكمية كبيرة من البيانات المتنوعة عن أسطول قديم، وعن نشاطات سفنه وبنائها، والتي تطلبت أن تقدم مصر – بكل ما فيها من موارد – رجالاً، ومواد، وإمدادات أخرى لعمل ترسانات، وللانتفاع بالسفن.
وتمثل هذه البيانات في حد ذاتها مساهمة في التاريخ العربي البحري، وإن كانت تشوبها أخطاء. ولكن أهم ما قدمته وثائقنا هذه – وهو ما يجب تسليط الضوء عليه – نموذجًا نادرًا لـ «عوامل محيطة» شاملة يمكن أن تحدد تقنيات بناء السفن، وأنواعها، واستخداماتها، والتي لم يستطع الفحص الأثري للحطام تحديدها. ولذلك، وفي إطار الآثار الملاحية في البحر المتوسط والإشكاليات الموثقة جيدًا، يمكننا مناقشة حيثيات خبرة بناء السفن تلك، وتطور الأنظمة المعمارية وعملية الانتقال، أكثر من ذي قبل.