السينما الأوروبية

2009 05 08

ضيوف الحلقة:
الدكتور سمير فريد


(15)

 

تحدث الدكتور سراج الدين في بداية الحلقة عن أهمية السينما الأوروبية وثرائها وتنوعها بتنوع الثقافات الأوروبية، فقد تم ابتكار فن السينما بأوروبا في نهاية القرن التاسع عشر على أيدي الأخوين لوميير. وأشار إلى أهمية موسوعة الدكتور سمير فريد عن السينما الأوروبية. وأفاد الدكتور فريد بأن المدارس السينمائية الأوروبية تأسست في فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وشمال أوروبا قبل تكوين هوليود وانطلاق شركاتها الكبرى.

ومنذ السينما الصامتة تعاملت السينما في شمال أوروبا (وتحديدًا في السويد والدانمارك) مع الصوفية والميتافيزيقا والأحلام، بينما تميزت المدرسة الفرنسية بالواقعية الشعرية المستمدة من تقاليد الأدب الفرنسي. بينما قدمت السينما البريطانية السينما التسجيلية، وتميزت السينما الإيطالية السينما الثقافية. وفي ألمانيا تطورت السنما التعبيرية ونضجت في مرحلة ما بين الحربين، وكانت مرحلة غليان شديد، كما أن المدرسة التعبيرية شملت اتجاهات فنية متنوعة خارج فن السينما، وكانت رافضة كل ما هو واقعي في الفن؛ حيث يقوم الديكور بالدور الرئيسي وليس الإنسان. وأشار أيضًا إلى أنه في فرنسا تأسست أنواع السينما من تسجيلية وخيالية وسينما تحريك الصور (أنيميشن)؛ وهذا ما منح السينما الفرنسية أهمية خاصة رغم عدم انتشارها عالميَّا بسبب حاجز اللغة والعوامل السياسية.

وحول تطور فن السينما الأوروبية، ذكر الدكتور سراج الدين التطور الكبير الذي حدث بعد الحرب العالمية الثانية، وإصرار أوروبا على النهوض بعد الأضرار الرهيبة التي أوقعتها الحرب. كما تناول الدكتور فريد الجانب التكنولوجي في تطور السينما الأوروبية، مثل اختراع كاميرا التسجيل المباشر التي أحدثت انقلابًا في فن السينما وسمحت بتسجيل الصوت والصورة معًا في الموقع نفسه، بالإضافة إلى مولد جيل جديد، هو جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية، ورغبته العارمة في التجديد؛ وهي الرغبة التي انتقلت للبرازيل ثم لمصر فيما يسمى بحركة السينما الجديدة.

وقد بلغت الرغبة الجامحة في التجديد والثورة على بؤس الماضي أن مهرجان كان سنة 1968م لم يكتمل، حيث صعد جودار مع عدد من رموز السينما الأوروبية على المسرح وهددوا بحرق المسرح إن لم يتوقف المهرجان، تضامنًا مع المظاهرات العارمة في فرنسا، فتم إيقاف دورة المهرجان فعلاً. وقد قارن الدكتور فريد ذلك بما حدث من ثورة جيل الشباب في الستينيات بمصر.

ورغم ذلك اتفق الدكتور سراج الدين والدكتور فريد على وجود قامات سينمائية استمرت تبدع خلال هذه الفترة وفق لونها الخاص ورؤيتها الفنية المتفردة، بحيث ظلت تغرد خارج السرب بعد أن حققت إبداعًا استثنائيًّا، مثل فليني وبيرجمان.

وعن السينما الأوروبية المعاصرة، قال الدكتور فريد بأنها لا تزال تواصل تألقها وتنتج من حين لآخر أعمالاً فنية تدخل تراث السينما العالمية، لكن السينما الأوروبية في مجملها الآن أصبحت تعتمد على تمويل الاتحاد الأوروبي ودعم المؤسسات الاجتماعية. ورغم أهمية ذلك في توفير الدعم للفنانين، لكنه يؤدي من جهة أخرى لإبعاد الجمهور عن هذا الفن، بسبب ارتباطه بالتمويل والدعم؛ وهذا على نقيض السينما الأمريكية التي تعتمد على دعم الجمهور وتمويله لصناعة الأفلام. لكن الدكتور سراج الدين ردّ على ذلك بأن هناك أعمالاً فنية أوروبية تاريخية في غاية الرقي، تعمل على تثقيف الجمهور بتاريخ وطنه ورموزه. وهذا النوع من الأفلام لا يمكنه الاستغناء عن التمويل. وهذا الموضوع تطرق لأهمية السينما التاريخية والسياسية التي تعالج تاريخ الشعوب ومشكلاتها السياسية.

وحول جهود أوروبا الحديثة في سبيل تحقيق الوحدة السياسية والتكامل الاقتصادي وتأثير ذلك على السينما الأوروبية المعاصرة، ذهب الدكتور فريد إلى أن السينما في كل قطر أوروبي لديها هوية خاصة، وتأتي وحدتها العامة داخل إطار من التفرد في كل قطر أوروبي.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني
منتج منفذ: مكتبة الإسكندرية
مساعد إنتاج: طارق بلال


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
تنسيق عام ومتابعة فنية: يحيى ممتاز
قراءة تعليق: محمد عبد الوهاب
مدير تصوير: محمد شفيق
مشرف إضاءة: محسن جاد
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه، محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو403
مهندس الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات: محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
تمت أعمال المونتاج في CUBES
مونتاج: محمد فتحي
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج: عادل عبد الحميد
منتج منفذ: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج تقارير خارجية: ياسر نبيل
إخراج: هاني سمير